لو وجهت لك الدعوه لتكون ضيفاً في برنامج حواري وعلى الهواء مباشرة منفردا او مع ضيوف آخرين فماهو اول امر ستفكر فيه ؟ من المؤكد انك ستهتم بطريقة ادائك ولهذا ستتقمص شخصية المحاور وتبدأ في طرح الاسئلة على نفسك وتجيب عليها في محاولة منك لكي تكون النجم الاوحد في البرنامج بل ورأس الحربة الذي يصنع الاهداف ويسجلها وينقذ مرماه من اهداف الخصم وكأن الباب بدون حارس وسيقنعك اداؤك وترضى عنه وقد ترى ان المحاور لو اكتفى بك لكان افضل فما الداعي لبقية الضيوف ولديك الجواب الشافي والكافي ولكن عندما يحين موعد اللقاء الله وحده يعلم كيف ستكون حالك فقد (تأكلك رهبة الاستوديو) وتنسى كل ما تعلمته وقد يكون من معك من الضيوف في قمة الاداء فلا تجد ما تجاريهم به وقد يحرجك اتصال من مشاهد ويلخبط اوراقك وقد يبخسك المحاور حقك لأنه اعجب بضيف آخر وهذا ما صنعته بنفسك فتحمل عواقبه ولكن ماذا عن حرمكم المصون التى ما ان عرفت بأنك ستنور الشاشة الا وقامت بعمل كل التجهيزات لتكون في افضل مظهر وطبقت كامل قوانين يوم العيد في لبس الجديد ولهذا انتبه لغترتك التى تجلس تحتها وهي فوقك كالخيمة من كثرة ماسكب عليها من (نشا) فأي حركة ستسقط عقالك وعليك ان تركز في كلامك وتترك مراقبة مظهرك للمدعوين الذين وجهت حرمك المصون لهم اتصالاتها ورسائلها قائلة (شوفوا ابونا) على الشاشة ولهذا اهتمت بمظهرك وتركت لك جوهرك ونسيت وهى تسكب على جسدك كل مالديها من عطور قبل مغادرتك ان المشاهد يسمع ويرى ولا يشم. نسيت ان اسألك من انت؟ هل انت مسؤول لأنك ان كنت كذلك فعليك ان تلبس بشتك فهذا ما نتميز به في قنواتنا دون القنوات الخليجية الاخرى من يلبس البشت في اللقاءات هو حتما انسان مسؤول ومهم. لنعد الى البشت في الحياة الوظيفية فالموظفون دون المرتبة العاشرة او مافوقها قليلاً يحضرون للدوام حالهم حال غيرهم من الناس بدون بشت اما عندما يصبح الموظف على وظيفة مدير عام فما فوقها فأنه يحضر لابساً البشت وستكون علاقة البشوت جزءاً من ديكور المكتب وفي مكان بارز للمراجعين والزوار خاصة ان من الصعوبة لبس البشت طوال ساعات الدوام ولهذا اذا لم يلبس يجب ان يرى وقد تكون من مهام بعض مدراء المكاتب نقل البشت من كتفي المسؤول الى العلاقه الخاصة به كل صباح واعادته الى كتفي المسؤول في نهايه الدوام. اذاً البشت هو رمز على ان من يرتديه هو موظف كبير كما هو الحال في رمز من لا يلبس العقال. باختصار تلبس بشت انت مسؤول كبير ماتلبسه انت انسان عادي تلبس عقال انت وسطي ماتلبس عقال انت متدين كثيرا وهكذا. هذه الرموز عندما ننقلها الى الشاشات فإنها تنتقل الى العالم الخارجي والذي يهمه جوهر الضيف لا مظهره. الا ترون ان المسؤول لو ترك مشلحة على علاقته في المكتب وحضر الى الاستوديو بدونه لكان اقرب الى المشاهد لانه يشعره لا اراديا انه نزل اليه ان كان يعتبر نفسه اعلى منه. عندما نشاهد ضيف البشت في اللقاءات نشعر وكأنه يفرض على المذيع ان لا يتجاوز الحدود وان عليه ان يعرف ان من امامه اهم منه ولهذا يجب ان يحسب له ألف حساب وعندما يحسب له ألف حساب فإنه سيتحفظ في اسئلته وقد يترك لمعاليه او سعادته حرية الكلام والتوقف والحصول على اي مساحة يرغبها على حساب بقية الضيوف الضعوف الذين لا يرتدون البشوت رغم انهم قد يكونون في موضوع الحلقة الاهم والاعم ويسمعون حتى الاصم.