تمتاز البيوت القديمة في المنطقة الجنوبية على وجه الخصوص بزخرفة البيت من الداخل ومن الخارج، ومن أهم مظاهر زخرفة البيت والعناية به ما يلحظه المشاهد من العناية الفائقة بزخرفة باب البيت الرئيسي، حيث يمثل المدخل الوحيد إلى البيت كما تظهر العناية بزخرفة باب الحوش الكبير المسمى بالمصراع وذلك لأنها تمثل واجهة البيت. حول صناعة هذه الأبواب وزخرفتها ونوع الأشجار المأخوذة منها، التقينا الوالد عبدالله عبدالرحمن معيض، وسألناه في البداية عن نوع الأشجار التي تصنع منها فقال: هناك نوعان من الأشجار لصناعة هذه الأبواب الخشبية في البيوت القديمة وهما شجر الطلح أو الشوك وشجر العرعر، ويعد الطلح أفضل وأقوى من شجر العرعر في صناعة الأبواب ولهذا فإن شجر الطلح أو الشوك تصنع منه أبواب البيوت القديمة الخارجية لأنها كبيرة وقوية، أما أشجار العرعر فتستخدم عادة في صناعة الأبواب الداخلية. أما بالنسبة لمراحل عمل هذه الأبواب ففي البداية يتم قطع هذه الأشجار وتترك فترة من الزمن حتى تيبس ثم تؤخذ وبواسطة بعض الأدوات المعدنية القديمة تتم صناعته ومن هذه الأدوات المنشار والفأس والقدوم والمخصلة وغيرها. وبعد أن تنتهي تطلى بالزيت المستخرج من القطران، ويستخدم النجارون في صنع الأبواب مسماراً خاصا بذلك؛ بهدف وضع النقشات المناسبة على الباب، وقد كانت أعداد هؤلاء النجارين قليلة جداً في تنومة وكانوا يتقاضون أجرا زهيدا يعادل عشرة ريالات عربي في ذلك الوقت، أما بالنسبة لمدة العمل في الباب فتختلف حسب حجم الباب وحسب نشاط النجار، وفي العادة يستغرق النجار في الباب الواحد من أسبوع حتى شهر، ولا تقتصر صناعة الأبواب على النقوش والزخرفة، ولكن يتطلب ذلك بعض العناصر الأساسية ومنها صناعة العتبة والعنك، من أجل قفل الباب من الداخل، ومن الخارج يزود في العادة بحلقة من سبيكة حديدية أو نحاسية تستخدم لقفل الأبواب من الخارج، كما تستخدم كجرس منبه يستخدمه الطارق من أجل أن يفتح له الباب. وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن هذه الصناعة قد اندثرت حاليا ولم يعد احد يمارسها بعد أن حلت المباني الحديثة مكان القديمة، وبعد أن انتشرت المناجر التي تستخدم الآلات الحديثة والأخشاب المستوردة من الخارج؛ ليساهم كل ذلك في القضاء على هذه الحرفة الجميلة.