المرحلة الابتدائية قاعدة يرتكز عليها إعداد الناشئة للمراحل التعليمية ، وهي مرحلة عامة تزود الملتحقين بها بالأساسيات من الخبرات والمعلومات والمهارات ، تسعى إلى تربية متكاملة في الخلق ، الجسم ، العقل ، اللغة ، والانتماء . تتعهد آداب السلوك والفضائل ، تعمل على تنمية المهارات الأساسية المختلفة ، تزود بالقدر المناسب من المعلومات في مختلف الموضوعات وتنمية الوعي ليِدُركَ الواجبات والحقوق في حدود السن وخصائص المرحلة ، تغرس حب الوطنية والإخلاص لولاة الأمر ، وتعمل هذه المرحلة لإعداد الطالب إلى ما يلي المرحلة الابتدائية . يستلزم انتقال الطالب من صف لآخر إتقان المهارات الأساسية المتطلبة منه حيث حل هذا النموذج محل الاختبار لما للاختبار من آثار سلبية على طلاب المرحلة ، وبنى هذا التقويم على أسس فلسفية تربوية تقوم على التعرف على ما قد يعترض الطالب من صعوبات نفسيه ودراسية مؤكدة أن الاختبارات في هذا التقويم ليست غاية في حد ذاتها وليست وسيلة للعقاب وإنما هي مصدر للمعلومات التي يحتاجها المعلم لتصحيح مسار عمله من جهة ومعالجة الصعوبات التي يعاني منها الطلاب ومساعدتهم وحفزهم على تطوير قدراتهم من جهة أخرى ، كما أن فلسفة تقويم الطالب هذه تقوم على استثمار تفكيره من خلال قياس قدرات مثل الفهم، والتطبيق ، والتحليل ، والاستنتاج . وبذلك رُكِزَ على إكساب الطلاب المهارات والمعارف والخبرات الأساسية في كل مادة دراسية واتباع أساليب تدريسيه تؤدي إلى تجسيد الفهم الحقيقي لمحتوى المادة الدراسية وعُنِيَ بالجانب التطبيقي باعتماد أسلوب تقويم الأداء الذي يتم فيه التأكد من تمكن الطالب من المهارة أو المعرفة واهتم التقويم بإيجاد الحافز الإيجابي للنجاح والتقدم بحيث يكون الدافع للتعلم والذهاب إلى المدرسة الرغبة في النجاح وليس الخوف من الفشل والجيد في هذا النموذج من التقويم أنه يركز على إتقان المهارة وليس حفظها وخلاصة القول إن أساس البرنامج إتقان المهارات . منذ أيام استصرحني ولي أمر قائلاً : ابني بصفه ولم يلتحق بزملائه قلت له ولمَ قال لا أدري قلت هذا مكمن الخلل ، فطلبت منه سجل تقويم الطالب وجدت أنه لم يتقن العديد من المهارات وسألته أطلعت على السجل ؟ وهل اطلعت على العلوم والمعارف والمهارات المطلوب اتقانها في كل مادة من المواد مفصلة واضحة محددة الزمان؟ وهل اطلعت على الغلاف الخارجي للسجل وما به من توصيات وهمسات تستنهضك لمتابعة ابنك وتستصرخك مثلما استصرختني الآن فأنت عليك واجب ومسؤولية لا تقل عن مسؤولية المعلم والمدرسة إن لم تكن أعظم فالمتابعة أهم وأجدى من إيصال المعلومة من قبل المعلم . هناك همسات تربوية تعنيك أنت وتساعد ابنك من أهمها أنها توصيك بالتواصل المستمر مع المدرسة وهذا التواصل يكفي وتكفل بإذن الله النتائج الجيدة لابنك فالمدرسة لوحدها لا تستطيع أن تحقق له كل ما يريد تذكر أن عليك جزءاً من المسؤولية وتعاونك معها يمكن أن تنهض بابنك . كذلك أن علامة (×) أمام بعض العلوم والمعارف والمهارات تعنى أنه لم يتقنها لذا عليك بذل المزيد من الجهد مع المعلم حتى يتقنها الطالب فالمدرسة والبيت شقيقان لا يمكن أن يستغني أحدهما عن الآخر فإن لم تضع يدك بيد مدرسة ابنك فعليك وزر عظيم ومسؤولية جسيمة فالوالد شريك للمعلم في التربية والتنشئة والتحصيل العلمي . وهذا النموذج من التقويم يستوجب مهارة من المعلم نفسه ويستلزم متابعة من البيت وأي متابعة ، ومثابرة من الطالب وأيَّ مثابرةٍ ليتقن ما عليه ويعرف المتطلب منه ، فهؤلاء أركان ثلاثة لا بد من تعاضدهم وتعاونهم ليكتمل العقدُ فإذا انفرط أحدهم انفرط العقد وقل النفع هذا ما أكده ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم أن المعلم يعي أن التشاور مع الأسرة بشأن كل أمر يهم مستقبل الطلاب أو يؤثر في مسيرتهم العلمية وفي كل تغير يطرأ على سلوكهم أمر بالغ النفع والأهمية ذلك أن المدرسة بيئة خاصة مقصودة لتربية الناشئة وإعدادهم على أحسن وجه لأفضل ما يصلحون له في خدمة دينهم وأمتهم وبلادهم ولن يتحقق هذا إلا بتعاون أولئك الشركاء في التربية والتنشئة والتحصيل . *مدير مكتب التربية والتعليم بشمال الرياض