اندلعت مواجهات جديدة الاثنين في جنوب قرغيزستان، ملقية بظلالها على اوزبكستان المجاورة التي باتت تشكل مقصدا لعشرات آلاف اللاجئين الذين يتهم كثيرون منهم القوات المحلية بمساعدة عصابات مسلحة على ارتكاب مجازر ادت حتى الآن الى مقتل 124 شخصا على الاقل. وفي اوش، ثاني اكبر مدن قرغيزستان، تقاطعت طلقات الرصاص في الطرقات حيث تشهد الجثث المتفحمة والمنازل المحترقة على حدة معارك الايام الاخيرة، بحسب ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس. وفي جلال اباد القريبة ايضا من الحدود الاوزبكستانية، ذكرت وكالة انباء "اكي" المحلية ان الوضع بقي متوترا، حيث شهدت المدينة حوادث عديدة. واندلعت اعمال العنف الاتنية ليل الخميس الجمعة في اوش بين القرغيز والاقلية الاوزبكية. واقرت الحكومة الانتقالية انها تلقى صعوبات في السيطرة على الوضع في جنوب البلاد الواقعة في آسيا الوسطى، رغم التعبئة في الجيش واعلان حالة الطوارئ وفرض حظر للتجول والاوامر الممنوحة للقوات التقليدية لاطلاق النار من دون انذار مسبق. المساعدات الدولية تصل لمواقع المواجهات وبريطانيا تجلي رعاياها وقال مساعد رئيسة الحكومة الانتقالية تمير سارييف للصحافيين "لا تزال هناك مواجهات في عدد من المواقع ونحن لا نستطيع تحديدها الآن. الجماعات المسلحة تتحرك من موقع الى آخر، ونحن لا نملك العدد الكافي من القوات". وبين عشرات آلاف اللاجئين الذين وصلوا الى اوزبكستان، يروي كثيرون ان عصابات مسلحة من القرغيز ومدعومة من قبل رجال باللباس العسكري، نفذت مجازر بحق اتنية الاوزبك. وروت مارهابو وهي عجوز فرت من المعارك وتقيم في احد المخيمات، لوكالة فرانس برس، أن "على الطريق باتجاه الحدود، كانت جثث النساء المتفحمة تنتشر في كل مكان، ومصفحات لنقل الجند تطلق النار علينا". بدوره، يقول احد سكان اوش ديلدور دجوماباييف (38 عاما) "في البداية، اتت المصفحات، وخلفها اشخاص لا يرتدون اللباس العسكري. هاجمونا واطلقونا علينا النار علينا في الشارع". ويعتبر اكبر وهو من سكان اوش ايضا، ان ما يجرى "مذبحة مخطط لها من قبل الحكومة ضد الشعب الاوزبكي". وقد ارسلت منظمة الامن والتعاون في اوروبا مبعوثين لها الى قرغيزستان. واعلنت تركيا والصين انهما سترسلان طائرتين لاجلاء رعاياهما من قرغيزستان. وصرح قادة عسكريون روس ، في تغير جزئي في موقفهم منذ مطلع الأسبوع الجاري ، أنهم يسعون للحصول على موافقة على خطة تقضي بإرسال قوات لإنهاء العنف السياسي الذي يسود قرغزستان منذ الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية عن نيكولاي باتروشيف رئيس مجلس الأمن الروسي قوله الاثنين إن تحالفا عسكريا لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي الإقليمية ينتظر موافقة من رؤساء دول المنظمة على خطة مكافحة الأزمة. وتطالب الخطة ، في حال الموافقة عليها ، بدخول قوات اجنبية إلى قرغزستان لإنهاء القتال بين الأغلبية من العرقية القرغزية والأقلية من عرقية الأوزبك والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 120 شخصا ، بصورة أساسية في مدينتي "أوش" و"جلال آباد" جنوبي قرغزستان. الى ذلك دعت واشنطن الى رد دولي منسق لوقف الاشتباكات الاتنية التي في قرغيزستان. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تحدثت مع مسؤولين في حكومة قرغيزستان الانتقالية وعدد من مسؤولي الدول المجاورة لبحث العنف الدائر. واضاف "نحن على اتصال وثيق مع حكومة قرغيزستان الانتقالية والامم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا وروسيا في اطار سعينا لتشكيل رد دولي منسق لوقف العنف الدائر هناك".