أطلعت على المنشور في صفحة (أماكن في الذاكرة) ليوم الجمعة 21 جمادى الآخرة 1431ه العدد (15320) للأستاذة نوال الراشد وكان الموضوع يتحدث عن أحياء الرياض القديمة. وقد لفت نظري أحد جزئيات الموضوع وكانت تتحدث عن حي (الشميسي) حيث قال أحد ضيوف التحقيق وهو (منصور القيضي) أن حي الشميسي ينتسب الى أسرة الشماسي من أهل القصيم. وقد استغربت من هذا الخلط الذي يدل على جهل قائلة بتاريخ الرياض وأهلها وسكانها، ومع احترامنا الشديد لأسرة الشماسي الكريمة من أهل القصيم إلا أن حي الشميسي وكما يعلم الجميع وبالأخص أهل الرياض ينتسب لأسرة (الشميسي) من سكان الرياض، وهم اسرة تنتسب الى بني حنيفة وقد استوطنت مدينة الرياض من قديم الأزل، وهناك كثير من الكتب تحدثت عن هذا الموضوع ولسنا في حاجه للأطالة فيه. ويعود سبب تسمية الحي بهذا الاسم إلى مزرعة كان يملكها في ذلك الوقت قبل ثمانين عاما (في موقع الحي الحالي) الشيخ (محمد بن علي الشميسي) الذي اشتهر بكرمه وسخائه وبذله للمحتاج وعابري السبيل من موارد المزرعة التي لم يجد الفقراء حرجا في أخذ ما يحتاجونه من ثمارها. واتخذ الحي اسم الشميسي لاحقا نسبة الى اسم صاحب المزرعة كما هو مشهور ومتعارف عليه في كثير من الأسماء. ويذكر العديد من المؤرخين أن المنطقة كانت عبارة عن بساتين واشجار، ولاحقا مركزا تجاريا مهما في مدينة الرياض، وكانت تغذي آبار حي الشميسي العاصمة بالمياه في ذلك الوقت، وإن فقد الحي أهميته السابقة فإن ذكراه، مازالت في قلوب أهل الرياض وسكانها الذين يتذكرون الحي الذي كان يحتل جزءا مهما من ذاكرة مدينة الرياض، إذ يعد ثالث ثلاثة كونت المرحلة الأولى من الرياض الحديثة، مشكلا مع حي منفوحة وشارع الوزير قاعدة الانطلاق للعاصمة التي أصبحت تضاهي أهم العواصم العالمية.