كرس لاعب الهلال والمنتخب السعودي ياسر القحطاني نفسه واحدا من أهم المهاجمين في تاريخ الكرة السعودية، وذلك بعد فترة قليلة من بزوغ نجمه في ناديه السابق القادسية في العام 2000. وعلى الرغم من أن القحطاني المولود في أسرة ميسورة الحال في العقربية أحد أحياء مدينة الخبر الغنية بالنفط لم يكن يفكر في ممارسة كرة القدم رسميا مع أحد الأندية؛ فضلا عن أن يصبح نجما مشهورا، إلا أن القدر ساقه بعد بروزه في دورة مدرسية نظمتها وزارة التربية والتعليم ليسجل في كشوفات نادي القادسية وهو لم يتجاوز ال 18 من عمره، وذلك بعد صراع مع جاره الاتفاق، وتمنع من والده الذي لم يشأ أن يراه لاعب كرة؛ لينتهي به المطاف في النادي القابع في حيهم وبمبلغ زهيد لم يتجاوز 30 ألف ريال. بيد أن هذا الانتقال كان بمثابة قنطرة عبور في حياة الفتى الموهوب؛ إذ لم تكد تمر خمس سنوات على دخوله القادسية حتى تهافتت عليه أكبر الأندية، وشهد العام 2005 حكاية طويلة بين الاتحاد والهلال للفوز بخدمات اللاعب، وهي الحكاية التي لم تشهد الكرة السعودية مثيلا لها، قبل أن يفوز به الأخير بصفقة بلغت 25 مليون ريال وعدت يومها كأكبر صفقة في سوق انتقالات اللاعبين في السعودية. وتفجرت موهبة القحطاني (28 عاما) بشكل أكبر مع المنتخب السعودي وتحديدا في كأس الخليج ال 16 التي استضافتها الكويت نهاية العام 2003، حيث سرق في تلك البطولة أنظار المتابعين بفضل مهاراته المميزة وأهدافه الحاسمة التي قاد بها (الأخضر) للفوز باللقب، وكان قبل ذلك بأشهر قليلة قد قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العرب في الكويت كذلك. وتعد مشاركة القحطاني الذي بات عشاقه يعرفونه بلقب (القناص) مع منتخب بلاده في تصفيات كأس العالم 2006 واحدة من أهم المحطات في مشواره الكروي لكأس العالم 2006م، وساهم بفاعلية في قطع تذكرة الذهاب إلى مونديال ألمانيا، ولا ينسى أنصار المنتخب السعودي تألقه في مباراة الذهاب أمام كوريا الجنوبية التي جرت في الدمام حين كان صاحب اليد الطولى في ترجيح كفة فريقه للفوز في المباراة التي انتهت بهدفين نظيفين أحرز أحدها وصنع الآخر لزميله سعود كريري. وبضم القحطاني على نجوميته في مونديال ألمانيا؛ لاسيما بعد هدفه الرائع في مرمى المنتخب التونسي في المباراة التي انتهت بالتعادل 2-2؛ لكن المستويات المتواضعة للمنتخب في مباراتي أوكرانيا وإسبانيا لم تسعفه في إظهار ما يكتنز من مهارات. وعلى الرغم من الطموحات الكبيرة التي تداعب القحطاني، والتي من بينها الاحتراف في أوروبا؛ إلا أن ابتعاد المنتخب السعودي عن حصد الإنجازات، والتي كان آخرها فشله في التأهل لكأس العالم في جنوب أفريقيا قوض كثيرا من فرصه، وقد كان قبل ذلك قاب قوسين من الانتقال لنادي مانشستر سيتي الذي تدرب معه في ديسمبر 2007 تمهيدا لانتقاله في فترة الانتقالات الشتوية في 2008 إلا أن المفاوضات لم يكتب لها النجاح. ولم يفت عدم التأهل للمونديال من عزيمة القحطاني الذي قدم هذا العام موسما ناجحا مع فريقه رغم الانتقادات التي طالته في الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي والتي غمزت في قناة هبوط مستواه، ليسهم بأفضل مستواه المتصاعد وأهدافه الحاسمة في تتويج فريقه ببطولتي الدوري وكأس ولي العهد وفي قيادته للدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا وليتوج نفسه أفضل مهاجم في الدوري في استفتاء (الرياض) الذي انتصر له أمام منتقديه، وأكد في المقابل بأنه –بالفعل- من فصيلة المهاجمين الأفذاذ في تاريخ الكرة السعودية.