كشف المعرض الدولي السنوي لمهندسي النظم ومبرمجي الحلول الإدارية والذي أقيم في مدينة فرانكفورت الالمانية لمدة ثلاثة أيام في الفترة من 17 وحتى 19 من مايو الماضي بمشاركة كبيرة من شركات عملاقة وتم خلاله استعراض عالم الحلول البرمجية والتي يمكن من خلالها الاستفادة من المليارات التي تنفق سنوياً على شراء الأجهزة الحديثة من حاسبات وخادمات ومراكز معلومات وأنظمة حفظ البيانات وما يتبع ذلك من برامج الحماية وكشف الفيروسات والاختراقات وكذلك أنظمة حفظ الملفات وتخزينها وعمل النسخ الاحتياطية وغيرها من العمليات حيث تعتبر كل هذه الاجهزة والبرامج بلا قيمة ما لم يشرف عليها نظام برمجي إداري محنك يربط كل هذه الاجهزة والبرامج بعضها ببعض ويسخرها جميعا لخدمة الهدف الاداري والفني الذي تقوم عليه إدارة هذه المنظمة بحيث يمكن لكل العاملين في المنظمة الحصول على المعلومات المهمة بسرعة عالية ودقة متناهية مما يساعد على رفع مستوى الانتاجية والاداء والذي بدوره يحقق للمنظمة قدرة تنافسية في السوق مع جودة عالية في المنتج النهائي سواء كان هذا المنتج عبارة عن بضاعة تقدمها المنظمة او المؤسسة او الشركة او خدمة راقية تقدمها كقطاع خاص او دائرة حكومية، ومن جهة أخرى فإن القرارات السليمة التي توجه المنظمة تساهم بالتأكيد في تحقيق هذه النتائج المبهرة ولهذا فإن متخذي القرارات من مديرين كبار يحتاجون ايضا لبيانات دقيقة عن نتائج الادارات التي يشرفون عليها وهذا ما يمكن الحصول عليه من التقارير اليومية والاسبوعية والشهرية والسنوية التي يقدمها البرنامج الاداري الذي يخزن البيانات عن كل صغيرة وكبيرة تتم في المنظمة ومقارنة هذه التقارير مع نتائج الاعوام الماضية والعوامل المؤثرة في هذه النتائج سواء السلبية او الايجابية، وهذا الكم الهائل من المعلومات والتي يتم عرضها بوسائل مبسطة مختلفة عبر جداول او رسوم بيانية تساعد المديرين على وضع خطط مستقبلية للشركة في ظل الظروف والعوامل الواقعة والتصورات المستقبلية التي تظهر في تلك الرسوم، وفي الحقيقة ان كل ماتم ذكره في هذه المقدمة هو من المسلمات في عالم البرمجة لان هذا هو الهدف الاساسي الذي تم اختراع الحاسب الالي من أجله ولكن للأسف فإن العديد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص تناست هذه الحقائق وتحول الحاسب وما يتبعه من شبكات وخادمات وغيرها الى مجرد أجهزة لطباعة الخطابات وتناقل الملفات والحفظ الالكتروني وغيرها من النظم الثانوية، فهل حققت هذه المبالغ الطائلة في الاجهزة العائد من الاستثمار. أنظمة برمجية جديدة عالية السرعة تفوق 10 آلاف مرة سرعة الأنظمة القديمة احداث المؤتمر المشاركون هم في حقيقة الامر منافسون لبعضهم البعض ولكنهم يتفقون على اهمية تبادل الخبرات وطرح الحلول للعملاء حيث تجاوز عدد الزائرين الخمسين ألفاً، بينهم زوار عبر الاقمار الصناعية حيث تم ربط قاعتي الاجتماعات الكبرى في المعرض الدولي بفرانكفورت بالمعرض المقام في مدينة اولاندو الامريكية عبر الاقمار الصناعية لاول مرة وبتواصل مستمر بين القاعتين ، ويتسم المؤتمر بالجدية التامة واللقاءات المستمرة بين الاطراف ذات الاهتمام المشترك ويقام على هامش المؤتمر معرض مصاحب للشركات الاخرى ، وتميز المؤتمر لهذا العام بطرح تقنيات وافكار برمجية جديدة هي في حقيقتها تطورات ثورية فعلا في مبادئ البرمجة، واستضاف المؤتمر هذا العالم كل من السيد ال جور النائب السابق للرئيس الامريكي ، الذي عرض افكارا قيمة عن اهمية الحفاظ على البيئة ودور التقنية في كشف الاضرار البيئية وكيفية الحفاظ عليها واهمية صناعة تقنية خضراء يمكنها الحفاظ على البيئة، او عدم الاضرار بها ، وأيضاً الفرص التجارية المتاحة في هذا المجال، اما الضيف الاخر فهو السير ريتشارد برانسون، وهو صاحب الامبراطورية Virgin والذي يمتلك ما يقارب من 250 شركة منتشرة حول العالم، وهو صاحب افكار إدارية متميزة جدا ولا يمكن حصر انجازاته، ولهذا امتلأت القاعة عن آخرها في اللقاء الذي تم على مسرح فرانكفورت ، طرح البليونير ريتشارد الذي كان يلبس الجينز العادي والقميص الازرق السادة وجكيت مخملي خططه المستقبلية وخاصة تلك التي تتعلق بالفضاء والسياحة الفضائية وكذلك الاستفادة من الكوارث الطبيعية بإيجاد حلول لها تحقق فوائد مادية في نفس الوقت الذي يستفاد من الاموال في مواجهة تلك الكوارث وتحسين فرصة النجاة عبر الابحاث المتواصلة ويشمل ذلك الاوبئة والامراض وغيرها. جانب من المعرض المصاحب التوجهات الحديثة في البرمجيات لا شك ان شركة كبيرة مثل ساب وأوراكل وميكروسوفت وغيرها من الشركات البرمجية المعروفة تحقق مكاسب كبيرة عبر تقديمها لحلول برمجية شاملة للقطاعات المختلفة ولكنها في نفس الوقت تقدم لعملائها الذين دفعوا مبالغ كبيرة للحصول على هذه البرامج عائدا مجزياً من حيث توفير مبالغ كبيرة في الميزانية العامة للشركة سواء من حيث ترشيد الانفاق او تحقيق مكاسب كبيرة نتيجة لارتفاع الانتاجية وجودة المنتج وسرعة التنفيذ وكسب عملاء جدد باستمرار كونهم يحصلون على منتجات جيدة يتبعها خدمة سريعة ومتابعة مستمرة، هذه المكاسب تجعل الانفاق على نظام إداري برمجي شامل استثمارا في محله مهما كلف، ومع ذلك فالمنافسة الشديدة بين الشركات الكبرى في عالم البرمجة تدفعهم الى تحسين منتجاتهم وبرامجهم وتخفيض أسعارهم باستمرار بل وابتكار اساليب برمجية حديثة تجذب العملاء الجدد لهم دون منافسيهم حيث لوحظ المنافسة في مجالات قطاع الاعمال المتوسط والصغير وحظيت اخيرا الشركات الصغيرة والمتوسطة على اهتمام تلك الشركات البرمجية الكبرى. وفي هذا العام برزت عدة وسائل وتوجهات جديدة في عالم البرمجة، حيث وجدنا الفرصة سانحة للقاء السيد سيرجيو المدير الاقليمي لساب في المنطقة والاستاذ جورج عبود والاستاذ عبدالرحيم باوزير مدير ساب السعودية وهو في الحقيقة فخر سعودي والذي ساهم في قطاع التقنية بالمملكة بفعالية كبيرة حيث كان مديرا لأتش بي السعودية ومديرا ومؤسسا لمكتب شركة ديل في المملكة ايضاً ، وكان الحديث مركزا حول هذا الشأن وقد لخص السيد سيرجيو التوجه العام في عملية البرمجة بثلاثة اتجاهات اساسية هي : العمل بناء على نوع المنظمة Business by Design وثانياً On Demand أي توفر البيانات متى تم طلبها وثالثاً On Device أي الوصول للمعلومة مهما كان نوع الجهاز واينما كنت، فالتوجه الاول يشرح فكرة الاستفادة من خبرات البرمجة التي تمت عبر سنوات طويلة للقطاعات الكبيرة لخدمة القطاعات المتوسطة والصغيرة بحيث يسهل عملية التصميم لهذه القطاعات مع تكاليف معقولة تناسب ميزانياتها وتحقق لها العائدات التي تأمل فيها ، أما الميزة الثانية وهي الأهم فهي الاستفادة من القصوى من الامكانات الهائلة التي تقدمها أجهزة الحاسب الحديثة، يقول السيد سيرجيو ان الشركة استحدثت تقنية اسمها In Memory ويقصد بها التقنية البرمجية التي تستفيد من المعالجات الحديثة التي تحتوي على أربعة معالجات وكل معالج يحتوي على اربع من النواة مما يعني قدرات معالجة للبيانات تصل الى 16 ضعفا المعالجات القديمة وبالتقنية الحديثة في توفير البيانات بشكل مستمر للمعالجات هذه يمكن عمل برامج تعمل بسرعة عشرة الاف ضعف البرامج بالتقنيات القديمة، هذا يعني طفرة في توفير البيانات للمستخدمين، وانتظار اقل بكثير، رسوم بيانية وجداول بيانات وتقارير يتم توفيرها بسرعة مذهلة ومن هنا يمكن للمديرين اتخاذ قرارات سريعة وجيدة مبنية على ما تقدمه هذه البيانات والتقارير في البرمجيات الحديثة اما الاتجاه الثالث فهو ايضاً نقلة حديثة في عالم البرمجة ففي السابق كان الجوال يستخدم كوسيلة اتصال بالمكتب عبر تقنيات بسيطة مثل البريد الالكتروني وارسال بعض الملفات ولكن الان الوضع مختلف فقد اصبح بالامكان ربط الهاتف المتنقل مع النظام البرمجي الشامل للشركة او الدائرة الحكومية بحيث يتم اجراء كافة العمليات المكتبية التي تتم في المكتب في الهاتف المتنقل وبنفس الكفاءة ولا يتطلب ذلك سوى برنامج جزئي صغير وربط بخاصية gprs مهما كان نوع الجهاز.