يمكن فهم السعادة كما يقول الدكتور ارجايل مؤلف كتاب" سيكولوجية السعادة " بأنها انعكاس لدرجة الرضا عن الحياة أو بوصفها انعكاساً لمعدلات تكرار حدوث الانفعالات السارة في الحياة. ويذكر مؤلف كتاب سيكولوجية السعادة بأنه يمكن زيادة السعادة للنفس وللآخرين وذلك باتباع الطرق الصحيحة لذلك. ويمكن تخليص كيفية زيادة السعادة فيما يلي من نقاط:- أولاً:يمكن تحقيق زيادات قصيرة المدى في الحالة المزاجية الايجابية من خلال التفكير في الأحداث السارة،ومشاهدة بعض الأفلام،الفكاهية،ومن خلال تلاوة عبارات ايجابية عن الذات،وبالابتسام،وبالنكات وبالهدايا الصغيرة. ويميل التأثر هنا إلى أن يكون تأثيراً عابراً،ولكن يمكن ممارسة هذه الأنشطة بانتظام. ثانياً:يمكن زيادة معدل حدوث الأنشطة السارة الأكثر فعالية. وهذه الزيادة تكون أكثر إذا قام الأفراد بتحديدها من خلال رصد الأحداث التي تكون أكثر جلباً للسرور لهم،واتخاذ قرار بزيادة معدلات حدوثها،والاحتفاظ بسجل لمدى تكرر أدائها. ثالثاً:إن العلاقات الجيدة من أهم مصادر السعادة،كأن يكون الإنسان متزوجاً زيجة سعيدة،وأن يكون له أصدقاء،وأن تكون علاقاته جيدة مع أفراد أسرته وأقاربه وزملائه وجيرانه. وربما يحتاج تحقيق مثل هذه العلاقات إلى تدريب على المهارات الاجتماعية. رابعاً:إن العمل المستمر والنشاط في وقت الفراغ مصدران مهمان للسعادة،حيث يوفران شعوراً بالرضا الذاتي من خلال استخدام النجاح للمهارات وانجاز الأعمال،وصحبة الآخرين والإحساس بالهوية والانتماء،وتنظيم الوقت. كما تؤدي الرياضة إلى تحسين واضح في الصحة البدنية والصحة النفسية،كما أن الإجازات والاسترخاء يؤديان إلى مزيد من السعادة. وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الثراء له تأثير ضئيل على السعادة وزيادتها،ويعود هذا التأثير أساساً إلى عقد المقارنات مع الآخرين أو مع ما كان عليه الفرد في الماضي. ولكي يحقق الإنسان مزيداً من السعادة لابد أن ينظر إلى الحياة نظرة إيجابية،وأن يحدد لنفسه أهدافاً أكثر قابلية للتحقيق وأن يتخلى دائما عن المعتقدات الخاطئة التي تؤدي إلى التعاسة... والسعادة – أخيراً- هي القدرة على إسعاد النفس من خلال العمل على إسعاد الآخرين والتفاؤل الدائم بالمستقبل الأفضل..