أو أغلبيته من البنات ، وكان عدد الطلبة بنين وبنات لا يتجاوز العشرين ، وكانت الأغلبية من البنات ، وتدير الكتاب وتملكه سيدة من كبار عائلات مكة ، وكانت هي المعلمة الوحيدة ، ولكن كان البنات الكبار يساعدنها خاصة بالنسبة للتسميع ، وبدأنا بتعلم حفظ حروف الهجاء وتعلم كتابتها ، ثم تطورنا إلى كتابة جمل ، وبعد ذلك كان علينا أن نحفظ جزء عمّ وجدول الضرب ، وعمليات الجمع والطرح والقسمة ، ولا أذكر – رغم مرور سبعين عاماً على ذلك - أن المدرسة قد عنفتنا أو ضربت أحداً منا ، وعندما تحصل مشاجرة بين طفلين تبادر للصلح بينهما ، وأذكر أنني أحببت المدرسة وفضلتها على البيت والشارع ، وعندما بلغت التاسعة أدخلني والدي مدارس الفلاح ، وقد أجروا لي امتحاناً لتحديد السنة التي سأدرس فيها ، فوضعوني في السن الثالثة مع أخي الذي كان يكبرني بعامين ، وكان جميع الطلاب أكبر مني بسنة أو سنتين ، ولهذا لم أختلط وأنسجم معهم وخاصة في الفسحة ، وأذكر أنه إذا تشاجر اثنان يعنف المدرس الطرفين أو يضربهما معا ، وما كنت أحس نحو المدرسين بالعاطفة والقربى التي كنت أحس بها نحو المعلمة ، لذلك ومن تجربتي واستنادا على ما قرأته، فأنا أعتقد أن التعليم المختلط حتى التاسعة أصلح من الفصل بين الطلبة والطالبات في مرحلة التعليم الأولى ، كما أن المدرسة أقدر على التعامل مع الأطفال من المدرس .