إذا ما ألمت بي الحوادث وخيّم حولي ضباب الأسى وصار الوجود كئيباً فما عدتُ ألقى صديقاً أو أخاً رفيقاً أو زمناً رضياً، وتجرعت مرارة الألم فهذه الحياة مليئة بالعبر إذا أظلم النور بعيني وصار الصباح مثل المساء تدفق عبر دمائي الشقاء وغشى عيني الظلام ونفسي الكآبة سألت نفسي: لماذا هذا الجحود للخالق وللناس بعضهم لبعض كالسوس ينخر أسنان البشر، ولكن لماذا أجعل نفسي فريسة للألم والمعاصي إذا أظهر البشر من حولي أفئدة مثل صخر أصم تذكرت أناساً بالمقابل ملأت قلوبهم المحبة والاخاء والرحمة والبر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم الدين» حداني بصيص من الأمل وسلت نفسي. إذا هزتني العبرات وأصابتني النائبات تذكرت نعم الله عليَّ فكان الأنس بعد الوحشة إذا امتلأ الطريق شوكاً عمني التفاؤل والأمل ينير طريقي إذا أرهقتني هموم الحياة زوجة ملولة وأولاد أشقياء واخوة ذئاب صبرت وطلبت من الله الهداية وأن يصلح الحال فتصبح القلوب بيضاء نقية إذا أظهر لئيم لي الود رغم الذي يكن في نفسه وأجرى على الوجه ابتسامة صفراء مفتعلة وبدرت منه أحاسيس قاتمة صبرت وفوضت أمري إلى الله لعلي أجد الشفاء إذا ما تجنى عليَّ أصدقائي وزملائي وأحبابي وبثوا في دربي الأشواك رددت الاساءة بالاحسان لعلي أجد نفساً لوامة وقلبا رحيما آيباً إلى ربه مقراً بذنبه يبادلني المحبة ويبادرني الحنين إلى أناس أوفياء إذا أرهقتني الدنيا بعواصفها ملأت نفسي بالكفاح وشدني الطموح لمواجهتها إذا أفزعتني الصواعق من السماء وزمجر الرعد تذكرت يوم الحساب تذكرت أني ضعيف أمام جبروت الله وعظمته فحاسبت نفسي المخطئة وتضرعت إلى الله أن يغفر لي وأن يرحمني فرحمته وسعت كل شيء، فالعمر ضدان جدب جديب وروض غني وإذا أردت السعادة فستكون بجمال الروح والقرب من الخالق فيأنس الفؤاد وفي كل حين أعيش الحنين للقيا رب كريم وفي النفس صفاء ونقاء إذا العمر صار إلى الفناء.