يحتاج طلاب المرحلة الابتدائية إلى عناية خاصة وأسلوب متميز لإيصال المعلومات والمواد الدراسية لاسيما منهم من يتوجس خيفة لعدم تأقلمه مع أجواء المدرسة وارتباطه بمحيط أسرته ..وهنا يطرح السؤال نفسه، من الأجدر في تدريس طلاب المرحلة الابتدائية قدامى المعلمين أم حديثو التخرج ؟!! ، ولتقصي الآراء ووجهات النظر حول هذه القضية وضعنا السؤال على طاولة عدد من رجال التربية والتعليم ومديري المدارس ومعلميها في المرحلة الابتدائية وكذلك استطلعنا آراء بعض أولياء الأمور فماذا قالوا؟! فهم الخصوصيات يقول الأستاذ سليمان بن محمد بدر (مدير مدرسة) الأجدر بتدريس المرحلة الابتدائية هو المعلم المتخصص فعلى سبيل المثال معلم علوم يكون حاصلاً على درجة البكالوريوس في مادة العلوم ويضيف قائلا: إن هذه المرحلة دون غيرها من المراحل تحتاج إلى المعلم الذي يفهم خصوصيات وسلوكيات العمل حتى يكون مهيأ ومستعداً للتعامل مع هذه الفئة من الطلاب حيث يكون هناك دور للمعلم في التربية والتهذيب والاصلاح كذلك لابد أن يكون ملماً بمتطلبات هذه المرحلة من حيث الأساليب والطرق الجيدة في توصيل المعلومة بصورة مبسطة واستخدام الوسائل التعليمية المحسوسة. مؤهلات وخبرات وتحدث الأستاذ محمود إسماعيل سرحان (وكيل مدرسة أهلية) بقوله: لا شك أن المعلم المتخصص هو الأجدر من وجهة نظري ، وأضاف: إن معلم المرحلة الابتدائية يحتاج إلى توفر شروط تربوية في هذا المعلم وإنسانية علاوة على مؤهلات عالية وحرص على مواكبة وتطوير المعلومات الثقافية واكتساب الخبرات الحديثة التي تزيد من تمكن المدرس ولابد من وجود الرغبة في تدريس هذه المرحلة والقاعدة الأم دون النظر إلى الحوافز المادية والجوانب المعنوية وفي اعتقادي بأن المعلم صاحب الخبرة هو المعلم الأجدر . قدامى المعلمين ومن جهته أشار مدير مدرسة ثابت بن قيس الابتدائية الاستاذ طلال بن ضيف الله الحازمي إلى أن الحديث عن التربية والتعليم وشؤونها حديث ذو شجون ، وتأتي المرحلة الابتدائية لبنة بناء أساس يعول عليها كثيراً باعتبارها جُلَّ العملية التربوية والتعليمية، وأضاف: وعن من الأجدر لتدريس المرحلة الابتدائية من المعلمين القدامى أم المستجدين فأرى أنه من الظلم المقارنة بين خبرة تجاوزت عشرات السنين وبين مشارف مستقبل مهنى يمثله المستجدون الذين يعدون أولى خطواتهم ، والغالب في اعتقادي أن أصحاب الخبرة هم الأقدر على تدريس هذه المرحلة لأسباب عديدة من أهمها : عامل الخبرة والممارسة لدور الأب فالمعلم لا يفرق بين تلاميذه وأبنائه في المنزل مما يكسبه سعة البال بالإضافة إلى الاستقرار الوظيفي ، وأرى هنا ضرورة تكثيف التدريب لمعلمي المرحلة الابتدائية. وقال الأستاذ يحيى عطيان الحربي (معلم وولي أمر) لابد أن تكون لدى من يقوم بتدريس هذه المرحلة رغبة صادقة ومن الأفضل في تدريس هذه المرحلة هم المعلمون القدامى نظراً لاحتياج هذه المرحلة إلى ذوي الخبرة المشهود لهم بالاخلاص والتفاني في هذا المجال اضافة إلى اتصافه بالحيوية والنشاط والضمير الحي ومراقبة الله عز وجل ، كما أن على الآباء الاهتمام بفلذات الأكباد وتزويدهم بكل ما فيه فائدة. فصل الصفوف الدنيا ويرى الأستاذ فاروق عبدالحميد محمد (مشرف تربوي) من الأجدر بتدريس المرحلة الابتدائية؟ سؤال جميل وهادف ويجب الوقوف على أهدافه من المجتمع ولذا يجب توفر ما يلي في مدرس المرحلة الابتدائية: أن يكون حاصلاً على أرقى المؤهلات العلمية والتربوية وأن يكون ذا قلب كبير وصدر واسع ويتوفر فيه الحب الكبير لوطنه وحبه لعمله والاخلاص فيه ، كما أرى أن يكون حاصلاً على دورات خاصة بخصائص النمو عند الطفل واحتياجاتها في هذا العمر الزمني وأرى من وجهة نظري ان يتم فصل الصفوف الدنيا (أولى وثانية وثالثة) وضمها لمدارس البنات حيث ثبت أن المدرسات أقدر من المدرسين في هذه المرحلة ثم يكمل الطفل من الصف الرابع والخامس والسادس في مدارس البنين. مهارات وقدرات ومن جهته قال المشرف العام على مدارس الفرقان والفضل الأهلية بالعاصمة المقدسة الأستاذ فريد بن عمر سنان ينبغي أن يكون معلم المرحلة الابتدائية صاحب مهارات وقدرات تؤهله للأخذ بأيدي التلاميذ في هذا السن العمري المبكر بغض النظر عن كونه من الرعيل الأول أو من جيل الشباب الصاعد، وأرى كذلك أن الأجدر والأقدر في تدريس هذه المرحلة هو المعلم الذي يستطيع أن يعامل طلابه بروح مرحة دون أن يغضب ويتفاعل معهم لأن هذه المرحلة بالذات تحتاج إلى فن التعامل أكثر من أي شيء اخر ، وأن يكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه. ضرورة التخصصات وتحدث الأستاذ سيّد صلاح (معلم) : أرى من وجهة نظري أنه يجب تدريس طلاب المرحلة الابتدائية من قبل المختصين والمتخصصين كل في مادته التي تخصص فيها وتكون لهم حوافز مميزة وعمل دورات مستمرة لهم والاهتمام بالجانب العملي والتطبيقي ، كما يجب على معلم هذه المرحلة الحساسة المرحلة (الأم) التحلي بالصبر والمقدرة على تحمل نشاط الأطفال الزائد الذي يلازم طلاب هذه المرحلة مع ضرورة قدرته وتمكنه من ضبط النظام داخل الفصل، ويكون ذلك التعاون قائماً على المرونة واللين والتسامح من دون افراط أو تفريط وقدرته على الابتكار والابداع وقدرته على التنوع في أساليب وطرق التدريس واستخدام الوسائل التعليمية. صاحب الكفاءة وقال الأستاذ سليم صابر (موظف إداري بإحدي المدارس) لا شك أن الأجدر بتدريس هذه المرحلة هو المعلم المختص حسب الكفاءة العلمية للمادة. وأضاف قائلاً: يجب أن يكون المعلم من المعلمين الذين لهم خبرة واسعة في مجال التدريس وخصوصاً معلمي هذه المرحلة الأم وأن يكون ملماً ومواكباً للتطور القائم في كافة النواحي التي تهم الطلاب والمشرفين وكذلك لابد من وجود الرغبة الأكيدة الصادقة لدى المعلم ولكن ما نلمسه اليوم أن المعلم الذي يكون غيابه مستمر واهتمامه قليلاً ومعلوماته ضحلة في المرحلتين المتوسطةوالثانوية والمتابعة يحول إلى المرحلة الابتدائية وهذا خطأ جسيم لأن المرحلة الابتدائية تحتاج إلى المعلمين الأكفاء والنوابغ من المتخصصين ومن حملة الشهادات العليا لأنها القاعدة الأم للطالب والمرحلة الابتدائية ليست مرحلة تجارب ومحطة لاستقبال من لا يصلحون في المراحل الأخرى إنها ملاحظة أود طرحها لعلها تجد النور.