قال أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون امس، إن هناك أزمة كبيرة في الصومال، ولا يمكن استعادة السلام فيها إذا فشل الشعب ببذل مزيد من الجهود في سبيل ذلك، معرباً عن استعداد المنظمة الدولية للنظر في فرص جديدة للمساعدة، فيما أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن استعدادها للمساهمة في جهود السلام في المنطقة. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن بان قوله في مؤتمر الأممالمتحدة حول الصومال المنعقد في مدينة اسطنبول التركية، إن هناك أزمة كبيرة في مقديشو، لافتاً إلى أن الأخيرة تعاني من فترة نزاع شديد استنزفت كل مصادرها على مدى 20 سنة. وشدد على أنه لا يمكن إعادة السلام إلى الصومال في حال فشل الشعب في بذل مزيد من الجهود في هذا السبيل، وقال " نبدأ اليوم تغييراً جديداً. سنراجع الصعوبات التي يواجهها الصومال وننظر في فرص المساعدة". وأشار إلى أن 3.2 ملايين شخص أي أكثر من 40% من سكان الصومال، بحاجة للمساعدة، داعياً المجتمع الدولي الى بذل كل الجهود من أجل تلقي هؤلاء المساعدة. وبشأن القرصنة على السواحل الصومالية، قال بان إن الأممالمتحدة أجرت بعض الدراسات للتعامل مع هذه المشكلة، مضيفاً أن "مجلس الأمن اتخذ بعض القرارات في هذه المسألة. وسأعلن قريباً عن المواد المتعلقة باعتقال القراصنة وجلبهم للمحاكمة". وأشار إلى أن القرصنة شكلت صفعة للنقل البحري الدولي في الصومال وتسببت بأزمة في البلاد. ودعا المسؤولين الصوماليين الى العمل معاً بشأن التعامل مع "المتطرفين" والصعوبات التي تواجهها البلاد، ورأى أن على رجال الأعمال أيضاً أن يقوموا بأدوارهم، لافتاً إلى أن الشعب في هكذا مجتمع قد يلعب دوراً هاماً في عملية السلام. وشدد على ضرورة خلق فرص للعمل للشعب في البلاد، "وخصوصاً للشباب. إذ أن مساهمة الشباب مع المتطرفين والمجموعات المسلحة والقراصنة يمكن أن تمنع بهذه الطريقة". واعتبر أنه من الصعب المساعدة في إعادة إنعاش الصومال، لكن ذلك ليس بالأمر الذي لا يمكن تحقيقه. من جهته قال رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، إن الجهود الدولية ستساعد الصومال في التغلب على مشاكله، مشدداً على أن منظمته "لن تترك الصومال وحيداً.. وستساهم في الجهود الدولية لإحلال السلام". وأضاف مؤكداً على أهمية السلام والأمن الدائمين، ان على الجميع العمل معاً مع الحكومة الصومالية من أجل إحلال السلام الدولي والإقليمي. وكان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو شدّد في المؤتمر امس على ضرورة توسيع الدعم لإعادة السلام والاستقرار إلى الصومال، لافتاً إلى أن بلاده تواصل جهودها في هذا المجال. ونقلت وكالة الأناضول عنه قوله "علينا ألا نترك الصومال وحده"، شاكراً المشاركين في المؤتمر لدعمهم للسلام الدائم والاستقرار في مقديشو. وأضاف أوغلو "إن تركيا تحتل مركزاً في الأممالمتحدة للقيام بعمل فعال والمساهمة عبر استخدامها كل إمكانياتها. وتواصل تركيا جهودها في مبادرات المحافظة على السلام وفي مسألة المساعدة الإنسانية". وأشار إلى أن بلاده كشريك استراتيجي للاتحاد الأفريقي، وعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي ،تولي أهمية كبرى للوحدة والاستقرار والسلام في الصومال، مضيفاً "علينا توسيع دعمنا للحكومة الحالية في الصومال لاستعادة السلام والاستقرار". ولفت إلى أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن مسائل أمنية ،والجهود السياسية في سبيل إعادة الإعمار في مقديشو، وعملية السلام. وشدد أوغلو على ضرورة أن يتحمل الشعب الصومالي مسؤولية بلاده.