بعد أن لجأ معظم المقاتلين القُدامى الى اسرائيل مع زوجاتهم واولادهم بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان في 24 ايار/مايو 2000. بدأوا يشعرون اليوم بأنهم وقعوا ضحية خدعة، شأنهم في ذلك شأن العديدين من قدامى عناصر هذه الميليشيا التي دربتها اسرائيل ومولتها لتقاتل الفصائل الفلسطينية وحزب الله. ومع ان الدولة العبرية منحتهم الجنسية الاسرائيلية عام 2004، فضلا عن وضع قدامى المقاتلين الاسرائيليين، الا انهم يشغلون وظائف متواضعة تنحصر في الصناعة او المطاعم. ويعتبر ذلك اذلالا بنظر هؤلاء العناصر الذين قاتلوا الى جانب اسرائيل على مدى 22 عاما حين كانت تحتل جنوب لبنان، وهربوا من بلادهم خوفا من تعرضهم لعمليات انتقامية. ويقول بسام حجار العامل في مصنع تعدين خلال تجمع العناصر السابقين قاتلت 14 عاما من اجل اسرائيل، وماذا يعطونا في المقابل؟ لا شيء! لم يمنحونا منزلا ولا تعليما لائقا. ويقول نادر طعمة الذي اصبح يعمل كهربائيا ثمة 700 من رجال جيش لبنان الجنوبي سقطوا هناك ودفنوا ببزة عسكرية تحمل اسم تساحال (الجيش الاسرائيلي). ويقول نادر الذي اقام حوالي عشر سنوات في فرنسا قبل الانتقال الى اسرائيل عام 2008، «لا احد يريدنا، وهذا صحيح في كل مكان». فقد رفضت فرنسا منحه حق اللجوء السياسي بسبب «مسؤوليات ومهام تولاها على مدى سنوات في صفوف جيش لبنان الجنوبي. وفي اسرائيل انشئ عام 2000 مكتب خاص بشؤون قدامى جيش لبنان الجنوبي ملحق بمكتب رئيس الوزراء وعينت له الحكومة الاسرائيلية مؤخرا مستشارا خاصا هو ضابط سابق في الميليشيا سعيد غطاس مكلفا اقامة صلة وصل بين العائلات والادارة الاسرائيلية والسهر على توزيع افضل للمساعدات. وقدامى القوات الخاصة على يقين بانهم لن يروا بلدهم بعد اليوم سوى من خلال اسلاك مركز رأس الناقورة. ويقول نادر عندما انسحب الجيش الإسرائيلي عام 2000، من لبنان ادركت اني لن أعود اليه مرة اخرى . لكنه يؤكد اذا اندلعت حرب جديدة، فسوف اكون الى جانب اسرائيل.