كان تطور كلمة "إدمان"addiction،ً بطيئاً في معناه الحالي، رغم أن ظاهرة الإدمان كانت شائعة بدرجة كبيرة. فهو كان يعني في الماضي تسليم أو استلام شخص لكي يوسم "عبداً" slave من الناحية القانونية، ثم تطورت هذه الكلمة فيما بعد حينما صارت تأخذ معنى "الإدمان الذاتي" self-addiction، وعندئذ تطورت في معناها الحديث المرتبط بالإدمان على العقاقير أو المخدرات. والواقع أن هذه المجموعة من الألفاظ المتغيرة لاستخدام أو لسوء استخدام العقاقير أو المخدرات، إنما تعكس تناقض وتضارب إدراكات واتجاهات الناس نحو هذه المواد عبر القرون. وتعرف "الرابطة الأمريكية للطب النفسي" مصطلح "إدمان" على أنه "الاعتماد على مادة كيميائية إلى الحد الذي تنشأ معه حاجة فسيولوجية، أو نفسية أو كلتاهما. ويظهر ذلك في تجمع الأعراض التالية: التحمل (الإطاقة)، والانشغال بالحصول على مادة العقار/ المخدر وبتعاطيها، وتعاطي المادة رغم توقع حدوث عواقب ضارة محتملة، والجهود المتكررة للتوقف عن التعاطي أو للتحكم فيه، ونشوء أعراض الانسحاب حينما لا تكون مادة العقار/ المخدر متيسرة، أو حينما لا يتعاطاها الفرد. ففي حالة الإدمان ينشأ تغير في خلايا الجسم يحدث مع التعاطي المتزايد لمعظم عقاقير المثبطات. وتتمثل المعالم الإكلينيكية الأولية في نمو التحمل (الإطاقة)، وفي نمو أعراض الانسحاب عند استبعاد العقار. كمايعرف "الإدمان" Drug Addiction بأنه الحالة النفسية أو العضوية التي تنتج عن تفاعل العقار في جسم الكائن الحي (تعريف هيئة الصحة العالمية Who في 1973م.) ومن خصائص الإدمان أنماط سلوكية واستجابات مختلفة، تشمل دائماً الرغبة الملحة في تعاطي العقار بصورة متصلة، أو غير متصلة (دورية) للشعور بآثاره النفسية، أو تلافي الآثار المقلقة نتيجة لعدم توافره. هذا وقد يدمن المتعاطي على أكثر من مادة واحدة، وقد يُعرف الإدمان أيضاً على أنه حالة تسمم مزمنة ناتجة عن الاستعمال المتكرر للمخدر،