الحياة الزوجية حياة مشتركة بين الزوجين تقوم على المودة والسكينة والاحترام المتبادل بين الشريكين، فهي الأساس المتين لكسب معاني الحياة الزوجية الهادئة والمطمئنة والمستقرة نفسياً وإجتماعياً، ولكن حينما تفتقد شراكة الزوجين أو أحدهما لأصول وفنون الحياة الزوجية ومفهوم الصبر والحلم والإيثار وسوء طغيان الإهانه والإذلال، الأمرالذي من شأنه أن يولد لدى أحد الطرفين أو كليهما الإحساس بالضعف والقهر والكبت، والخيانة الزوجية، والذي يتطور فيما بعد لأمراض نفسية وجسدية، خاصة إذا كان هناك إهانة لفظية وفعلية مما يقود الأسرة بأكملها نحو التفكك والضياع. والسؤال: لماذا تصل العلاقة بين الزوجين إلى هذه الدرجة من التدني وعدم الإحترام؟، وهل يمكن أن تستمر الحياة بهذا الشكل بين زوجين من المفترض أن يجمع بينهما المودة والرحمة؟، وكيف يتعايش الازواج مع هذا الحال؟. انتقادات غير مبررة بداية تقول "أم خالد" أعاني من تعامل زوجي لي فمنذ أن تزوجنا منذ 15 عاماً، وهو يمارس احتقاره وعدم احترامه لي أمام الآخرين، فعندما نكون وسط أهله مثلا أو أهلي يوجه لي انتقادات حادة وكلمات جارحة وأوامر ونواهٍ صارمة أشعر من خلالها أنني لست زوجته وأم أولاده، أتألم كثيرا من سوء تعامله، خاصة عندما أتلقى استفساراً من أحد أفراد عائلتنا عن سبب تصرفه الأهوج أمامهم وغالباً ما أحرص أن لا أجيبه متجاهلة سهامه الحارقة كي لا أفقد أعصابي أمام الجميع؛ إحتراما له ولنفسي ثم يعود ليتحدث معي وكأن شيئا لم يحدث!. ضرب وإجهاض تقول "زينب خالد" بالرغم من مستوى تعليم زوجي إلا أنه يعاملني بقسوة نتيجة غيرته الشديدة فعلى أي الأسباب يضربني وكأنني جارية لديه، وتقول آخر مرة ضربني حينما أخبرته بأن زوج صديقتي يريد مقابلته ليتعرف عليه لكنه رفض وقال لماذا هو بالذات أتعرف عليه؟، وتضيف قام بركلي على بطني حينها كنت حاملا ولكن ضربه المبرح لي أدى إلى نزيف حاد سقط على أثره حملي بالتوأم. ويقول "أبو ناصر" أعاني من تصرفات زوجتي الحمقاء فهي شديدة العصبية ولا تبالي بما تقوله لي من كلام جارح انتقاصا من عائلتنا، فعائلتها معروفة وذات مكانة مرموقة وتتمتع بالجمال وصغر السن لا أعلم كيف صبرت عليها الخمس سنوات الماضية ، والآن أفكر جدياً في طلاقها والخلاص من شخص يتلذذ في إهانة الغير ويضيف كل ما أخشى منه الوضع النفسي لأبنائي وكيف سيكون حالهم مع أم كهذه. يكرر ندمه على الزواج وتضيف "سارة" تزوجت بعد طلاقي من رجل لم يسبق له الزواج قبل، فهو يعلم بطلاقي وكان راضياً تماماً ولكن بعد زواجي تغير كثيراً وأصبح يعايرني بأنني لست بكراً وكأنه لم يكن يعلم قبل إرتباطه بي!، ويضايقني كثيراً بانتقاداته الجارحة حينما يبدى ندمه الشديد على زواجه مني، وكلما طلبت منه شيئا قال إنت مكانك خادمة هنا لايحق لك الخروج ولا التنزه وكأنني مذنبه بطلاقي، وتضيف ما يحز في نفسي أني مجبرة على الصمت كي لا أتطلق للمرة الثانية وأجلب لأهلي مصيبة لم يصدقوا أن تخلصوا منها!. خصومات مستمرة يضيف"أبو طلال ": تعمل زوجتي معلمة وعند أقل خلاف بيننا تعايرني بما تشتريه للبيت من أغراض خاصة بها وتتهمني بالتقصير، وهذا التصرف يضايقني كرجل فأنا لا أسمح لزوجتي أن تمن علي بشيء اشترته بطيب نفسها ولم أجبرها على ذلك. وتقول "هبة" ارتبطت بشاب أكبره بعام ونصف وبعد مضي عامين من زواجنا أصبح يشمت بي ويقلل من شأني ويعايرني بأنني أكبر منه سناً وكأنه متزوج من عجوز وليست شابه في الثامنة والعشرين من عمرها وبعد كثرة إهاناته طلبت الطلاق كي يأخذ راحته ويتزوج من الفتاه التي يرغبها، وبالعمر الذي يناسبه وبالفعل تزوج فتاة في التاسعة عشرة ولكنه سرعان ما طلقها لعدم الائتلاف، وتضيف: رجع لي زوجي كي أعود إليه من جديد وبالفعل عدت ولكن بشروطي الجديدة كي يتأدب معي بعد ذالك، ويحترم الآخرين كي يُحترم. التربية والبيئة وتعلق د.رحمة السالم أن الحياة الزوجية حياة مشتركة بين الزوجين فإن لم تكن هذه الشركة قائمة على المودة والرحمة والمحبة والاحترام فلا بد أن هناك خللا ما في أساس هذه الشركة و لا بد لنا أن نبحث عن الأسباب المؤدية لهذا السلوك الخاطئ، فإما ان يكون نتيجة لنشأته في بيت لم يكن فيه إحترام وتقدير بين والديه فهو قد يكون نشأ في أسرة تتسم بالعدوانية وقلة الاحترام فهذا الصنف من الأزواج يحتاج إلى أن الزوجة من بداية الزواج تقف بصرامة في وجه أي إهانة سواء لفظية أو فعلية ، فسكوتها عن مواجهة هذا السلوك العدواني من البداية يجعل زوجها يتمادى أكثر وأكثر والكلام هنا للزوج كذلك. وتضيف: يجب على الشريكين إذا حدث وأهان أحدهما الآخر أن يتسم بالهدوء إلى أن تهدأ المشكلة فأسلوب الرد بالمثل سيعقد المسألة أكثر وقد تتفاقم و يحدث ما لا تحمد عقباه، كذلك أنصح بجلسات صفاء بعد زوال المشكلة ليتفهم كل طرف مايناسب الآخر ويبتعد عن أمور تثيره وما الذي يهدئه، ولو التمس أحد الشريكين للآخر العذر كلما أمكن لخفف ذلك الكثير، كذلك أوجه الزوجين بعدم الإصغاء لأطراف خارجية من مدعي حسن النية ممن يثيرون الفتنة. وقالت: لاتتصور المثالية في حياة غيرك وتقس حياتك عليها فهناك من يتظاهر بها ولا يعيشها، فحياتك سفينة ذات أشرعة، والمطلوب توجيه السفينة واعتمد على الله وسر وقاوم الموج فما من عاصفة إلا وتهدأ.