عندما تحدثت في الأسبوع الماضي عن عبث (وحك) بعض الرجال لآذانهم بأجسام حادة (كمفتاح السيارة) علق أحد الأصدقاء بأن أُذنيه قد تعودتا على ذلك الحك منذ سنين طويلة ومنزله لا يخلو أبداً من أعواد تنظيف الأذنين القطنية (كوتن بدز) إلا أن الحك (والكلام لصديقي) يكون أمتع بمفتاح السيارة ذي الرأس المدبب والحاد وأخرج مفتاح سيارته من جيبه وبدأ في حك أذنيه أمامي وهو يصدر صوتاً غريباً ومستمتعاً بالحك ليغيضني.. والأعواد القطنية يستعملها فقط بعد الاستحمام للتنشيف من ماء وبلل قد دخل أُذنيه أثناء الاستحمام.. وبالمناسبة تلك الأعواد القطنية والتي يدل استخدامها على تحضر (وتمدن) من يستعملها.. أعتبرها شخصياً من أسوأ الاختراعات.. فالكثير ممن يستخدمونها يبالغون في إدخالها داخل الأذن.. وقد يصلون إلى الطبلة من غير أن يشعروا فيخدشوها أو حتى يثقبوها.. والطبلة مكانها بين الأذن الخارجية والأذن الوسطى.. ولا تبعد عن فتحة الأذن إلا سنتيمترات قليلة.. وإذا كان الغرض من استعمال تلك الأعواد هو التنظيف فأقول من ماذا، فالشمع أو (الواكس) الموجود في الأذن دائما له وظيفة حيوية في الأذن الخارجية.. وأذكر مقولة لأحد أطباء الأذن المشهورين يقول فيها: إن الشمع علامة على الأذن السليمة (واكس إز إي ساين أُف هلثي إير) والكثير من أمراض الأذن الوسطى تحدث بعد ثقب الطبلة الرقيقة التي تحمي الأذن الوسطى.. ومهما كان الجراح ماهراً فلن يعيد طبلة الأذن إلى ما كانت عليه.. بل ان الكثير من عمليات ترقيع الطبلة ليس الهدف منه استعادة الطبلة وسمع الأذن إلى ما كانت عليه قبل ثقب الطبلة.. بل للمحافظة على ما بقي من سمع ومنع التهاب الأذن الوسطى من الاستفحال.. فحافظوا على طبلات آذانكم ولا تُقربوا أعواد القطن منها.. فوجود الشمع (واكس) ولو كثر خير من وجود أذن نظيفة وطبلة مثقوبة. وفي سوانح ماضية كان الحديث عن إرعاف الأنف فأكمل ما تبقى منه فيما تبقى من مساحة سوانح اليوم.. فأقول ان من طرق إيقاف إرعاف أو نزف الأنف عملية الكي بأعواد (السلفر نيتريت) وتكثر في العيادات الخاصة.. وقد يقوم الطبيب (الارفل) بخرق الحاجز الأنفي أثناء الكي أي يفتح (فتحتي الأنف) على بعض.. وقد لا يعرف المريض بذلك إلا عندما يُخبر بأنه (يصفر) ليس شخيراً أثناء النوم.. ولحل تلك المشكلة يتم إقفال أو ترقيع تلك الفتحة.. إلا انه وجد ان أحسن طريقة لحل مشكلة (التصفير) أثناء النوم وفي اليقظة هي تكبير تلك الفتحة.. فيدخل ويخرج الهواء (أثناء التنفس) من وإلى فتحتي الأنف بسهولة وبلا تصفير.. وكأنه لا يوجد حاجز أنفي.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.