جاءت مُشاركة «مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي» في فعاليات «مهرجان ترايبيكا السينمائي» الذي أقيم في ولاية نيويوركالأمريكية أمرا مهما ساعد في تسليط الضوء على الأفلام والإنتاجات السينمائية من منطقة الشرق الأوسط. فلقد سمحت هذه المشاركة لنطاق كبير من جمهور دولي بالاطلاع على الأصوات السينمائية الجديدة الصادرة من العالم العربي. وقام فريق «مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي» بتنظيم عدد من المبادرات التي تهدف إلى تسليط الضوء على السينما العربية الجديدة بما فيها عروض مختارة للأفلام وعدد من ورش العمل إلى جانب برنامج للتبادل الثقافي لصناع الأفلام من الشباب القطريين الطموحين. ومن أبرز الفعاليات التي أفرد لها «مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي» دعماً كبيراً كان العرض الأول في أمريكا لفيلم "بُدرُس" الوثائقي الحائز على العديد من الجوائز والذي رصد معاناة المجتمع الفلسطيني في قرية بُدرُس جراء تدمير واقتطاع الأراضي بسبب جدار الفصل العنصري. وكان المسرح قد امتلأ عن بكرة أبيه بمحبي وعشاق السينما والأفلام من نيويورك – ومن ضمنهم المخرج الأمريكي المشهور مايكل مور– وأعقب العرض جلسات نقاشية خاصة زودت الجمهور بمعلومات ورؤى هامة حول المعاناة التي يشهدها الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة. وفي معرض تعليقها على الموضوع، قالت جوليا باشا، مخرجة فيلم "بُدرُس": "لقد تشرفت بمشاركة مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي في رعاية عرض الفيلم لأول مرة على الجمهور الأمريكي. فالفيلم يتحدث عن أهمية رأب الفجوات الثقافية وتقبل الآخر ولذلك فقد كانت مشاركة مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي، الشريك الثقافي لمهرجان ترايبكا نيويوك، أمرا هاما يدعم الأمسية النقاشية والفيلم ويعزز من فكرته". ويعتبر تعزيز حضور وانتشار الأفلام المتميزة التي توثق حياة وطموحات الشعوب في العالم العربي هدفاً رئيسياً «لمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي» منذ انطلاقته في العام 2009. وبتحول هذا المهرجان إلى مبادرة ثقافية وتعليمية متنوعة تنظم على مدار العام، فإن مشاركته بفعاليات مهرجان ترايبيكا السينمائي في نيويورك تأتي لتضيف عنصراً دولياً هاماً على قائمة الأنشطة والفعاليات الكثيرة. وبالإضافة إلى دعم عروض الأفلام في مهرجان ترايبيكا السينمائي الدولي، أتاح مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي الفرصة لعدد من صناع الأفلام الشباب من الدوحة للمشاركة في ورش العمل والعروض وجلسات التوجيه والإشراف التي ينظمها على هامش فعاليات ترايبيكا في نيويورك. وقد وفرت هذه التجربة فرصة هامة لهؤلاء الشباب لتطوير وتنمية مهاراتهم وصقل خبراتهم، كما أنها عملت على توثيق الصلات بين الحدثين. وشهدت إحدى ورش العمل مشاركة 20 من طلاب المدارس الثانوية إلى جانب صناع الأفلام من الشباب القطريين، الذين حضروا عرض فيلم "عجمي" والتقوا بعدها بمخرج الفيلم سكندر قبطي. وانطلاقاً من خبرته الواسعة في هذه المجال، قال سكندر: "لقد استمتع الطلاب كثيراً بورشة العمل هذه، إذ تفاعلوا بشكل إيجابي مع بعضهم البعض. لقد أثبتت هذه الفعاليات كفاءة الأسلوب الذي استخدمته مع عدد من الممثلين الهواة من منطقة الشرق الأوسط، وإمكانية تطبيقه في أي مكان من العالم. لقد تعلم هؤلاء الطلاب أسلوباً جديداً في التعامل مع الممثلين بعيداً عن الأسلوب النصي التقليدي واستبداله بنوع من الارتجال". ويذكر أن مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي قد قام أيضا باستضافة عرض خاص بالعائلات للفيلم الجديد "شريك إلى الأبد" لضمان تمتع عشاق الأفلام والسينما من كافة الفئات والأعمار في نيويورك بهذا الحدث.