جميل جداً من أخوننا وزملائنا في مدينة البكيرية المدينة العريقة الوفيه أن يعرفوا للسابق فضله ومكانته ومنزلته للذين قدموا الكثير لبلادهم وأمتهم وكانوا به مثالاً يتحذي في الوفاء والصفاء والبر والمعروف والإحسان وخاصة رجال التربية والتعليم بناة الأجيال ومصانع الرجال ورجل التعليم حقيق بكل خير جدير بكل بر نظير ما قدم وأعطى من علمه وفكره وتجربته ومهارته ومقدرته وإذا كان الرجال في كل وقت وحين قليل فإن من قدم لنفسه ووطنه وأمته هو من تلك القلة التي نذرت نفسها للنفع العام والعطاء المتجدد العطاء الباقي المتوارث على مر السنين وكل أثر مهما كان فإنه يزول طال الزمان أم قصر إلا العلم والتعليم فهو باق ومتجدد وتتوارثه الأجيال تلو الأجيال والشواهد كثيرة والأمثلة عديدة فأصحاب المناصب والمراتب والمال والأعمال وإن كان في الكثير منهم خير وفير ونفع غزير إلا أن رجل التربية والتعليم أثره باق ومتجدد وتحمله الأجيال والرجال تلو الرجال (يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له) ومدينة البكيرية تلك المدينة العريقة المميزة في كثير من الصفات الجميلة وخاصة صفة العلم والتعليم فلقد أنجبت رجالاً حملوا العلم وكانوا بحق مثالاً يحتذى في الفضل والبذل وتميز العديد منهم بعلمه وخلقه ومعروفه وإحسانه ومثلوا العلم الصحيح أصدق وأفضل وأنبل تمثيل وأخونا وزميلنا عبدالعزيز بن عبدالله الشريدة رجل التعليم الفذ المميز كان في طليعة تلك النخبة من أبناء هذا البلد العزيز فلقد ساهم وأسس وأعطى وبطريقة مميزة طريقة التربويين المقتدرين قضى جل وقته وباكورة شبابه وكهولته معلماً مقتدراً وإدارياً مميزاً وموجهاً صادقاً ومؤثراً خدم العلم والتعليم خدمة جليلة وموفقة فكان طيلة خدمته التربوية ملئ السمع والبصر في فهمه وعلمه وعطائه وإدراكه ومهارته وجودة أثره وهو بحق شخصية تاريخية تربوية فذة في عالم الفكر والمعرفة عاش للعلم وكافح ونافح من أجله وتحمل المشاق والصعاب في سبيل بذله (وهو حياة عهد في حياة رجل) والرجل حتى الآن لم يعط حقه خاصة في مجال الدراسات التربوية وإذا كانت الأمم العظيمة كما يقول التربويون ما هي إلا صناعة حسنة لنفر من الرجال المقتدرين الموهوبين الذين هم كالمطر في الأرض الموات/ فإذا نزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج بل هم كالشعاع المتألق في الظلام الدامس وإذا كان الذكر الحسن للإنسان عمر ثان فهذه حال من نحن بصدد الحديث عنه لقد أورث الكبار لمن بعدهم حبه ومحبته والتلذذ بسماع حديثه ونصحه فهو دائم البشر كثير الترحاب صاحب خلق كريم ولقد أحسن من قال: أخو البشر محبوب على حسن بشره ولن يعدم البغضاء من كان عابساً ولقد قال سعيد الزبيري: يعجبني في القراء كل سهل طلق ومحاك لقد كان الشيخ عبد العزيز بحق من مؤسس التعليم في هذه البلاد الطيبة (معدن الرجال) ومن الذين تركوا بصمات واضحة ومميزة في البناء التعليمي والهرم المعرفي ومن من التربويين والمواطنين من لا يعرف الشيخ عبدالعزيز بنباهته وفطنته وقوته وحسن قيادته وقدرته العلمية والتربويية الفائقة ونشاطه الحي المتوقد المتجدد والمتعدد (عندما كان الناس ناس والزمان زمان) حقاً إنهم رجال أمناء صادقون مخلصون ناصحون في وقت كان الحصول على الكفاءات من أصعب الأمور أقول إن مثل هؤلاء الرجال غرسوا غرساً جميلاً تكاثرت ثماره وعلت أشجاره وتفتحت أزهاره (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث...) ومنها أو علم ينتفع به من بعده، إن رجل التعليم دوما هو محل الوفاء محل التقدير والاحترام والدعاء أحياء وأمواتاً، أجيال أحيا بهم المدارس من العلم ورفع بهم منار الملة، إن جهد المؤسسين كبير وعملهم عظيم فهل ياترى نفي لهم أحياء وأمواتاً أرجو ذلك والله المعين.