سلف كرام معرِقون في العلم والفضل والمعالي سلكوا ُطرق البذل والعطاء علمٌ ووقت ،جاهٌ ومال من سار على نولِهم بخير نال الفضل في الدنيا والآخرة . ولقد جرت سنن الله في خلقه ألاّ ينهض بالمقاصد الجليلة ويرمي إلى الغايات البعيدة غير النفوس التي عظُم حجمها وكبرت هِممُها وهذا أبو فراس الحمداني يمدح نفسه ويفتخر بعُلو همته فيقول: إِني أبيت قليل النوم أرّقني قلب تصارع فيه الهَم والهِمم الجد والإباء ونشدان المعالي وتِطلاب الكمال بها تسمو النفوس وترتفع هِمم المجتمعات إلى أسمى المنازل وأقصى الغايات. (بلغنا السماء مجداً وجوداً وسؤدداً وإنا لنرجو فوق ذلك مظهراً) والسيرة الجميلة لهذا البلد أوردت من ينبوعها الصافي رجالا أوفياء حق لنا أن نفرح بهم وتزدان لوحات الأفق بأمثالهم على مر التأريخ إن شاء الله تعالى بتواصل العطاء والوفاء لمستحقيه وفاء ًبوفاء.