اتفقت دول الاتحاد الأوروبي بعد مفاوضات شاقة ومطولة على خطة إنقاذ تاريخية تصل قيمتها الى 750 مليار يورو لمساعدة دول منطقة اليورو عند الاقتضاء واحتواء أزمة مالية تهدد بالانتشار في العالم بأسره. وتتضمن هذه المساعدة غير المسبوقة في التاريخ الحديث بالنسبة لبرنامج دعم مالي، قروضا وضمانات من دول منطقة اليورو، فضلا عن قروض من صندوق النقد الدولي، وتقررت هذه الخطة ليلة الاثنين بعد مفاوضات استمرت أكثر من 11 ساعة في بروكسل بين وزراء المالية الأوروبيين الذين تم استدعاؤهم بشكل عاجل. وأعلنت وزيرة المالية الاسبانية ايلينا سالغادو للصحافيين أن المبلغ المخصص للخطة يتألف من 60 مليار يورو من القروض التي تقدمها المفوضية الأوروبية و440 مليارا من القروض والضمانات من دول منطقة اليورو، ما يوازي 500 مليار يورو، وأضافت أن صندوق النقد الدولي سيقدم مساهمة إضافية تتضمن قروضا تصل قيمتها الى 250 مليار يورو. وجاءت ردود الفعل الأولى على هذه الإجراءات الأوروبية ايجابية فارتفع سعر اليورو في أولى المداولات في بورصة طوكيو ليتخطى من جديد عتبة 1,29 دولار كما شهدت البورصات الأوروبية الرئيسية ارتفاعا لدى الافتتاح. والخطة شبيهة جدا ببرنامج المساعدة الذي اقر لليونان وتضمن قروضا بقيمة 110 مليارات يورو على ثلاث سنوات، قدم شركاء اليونان في منطقة اليورو 80 مليارا منها فيما امن المبلغ المتبقي صندوق النقد الدولي الذي صادق الأحد على مساهمته في هذه الخطة. كما اصدر وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة السبع بيانا "رحبوا" فيه بالإجراءات الأوروبية الرامية الى إرساء الاستقرار في الأسواق.