أدان المجلس الوطني للديانة الإسلامية في فرنسا بقوة الخميس عملية تشويه عدد من قبور الجناح الإسلامي في مقبرة عسكرية تابعة لمدينة تاراسكون الواقعة في جنوب البلاد الشرقي. وقد حصلت العملية في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس الماضيين وطالت شواهد سبعة قبور تؤوي جثامين جنود مسلمين شاركوا في الحرب العالمية الأولى. وقد عمد مشوهو قبور الجنود المسلمين إلى الإطاحة بشواهدها وبتحطيم ثلاثة منها حسب ما أكد ل "الرياض" أمس الخميس عضو في الفرع الإقليمي لمجلس الديانة الإسلامية في منطقة " الباكا " الواقعة في جنوب البلاد. وقال محمد الموساوي رئيس المجلس الوطني للديانة الإسلامية إن عملية التشويه الجديدة التي أصابت الجناح الإسلامي في مقبرة " تاراسكون " العسكرية تسيء كثيرا للمسلمين. بل وصفها بأنها " إهانة لذاكرة الجمهورية الفرنسية". وطالب الدولة الفرنسية مجددا بالعمل على حماية المقابر الإسلامية الموجودة في البلاد. وأدان هرفي موران وزير الدفاع الفرنسي العملية واعتبر أن أصحابها أقدموا عليها بدون شك بسبب المعتقدات الدينية التي كانت لدى المسلمين الذين استهدفت شواهد قبورهم للتشويه. وليست هذه هي المرة الأولى التي تشوه فيها مقابر إسلامية أو أجنحة قبور مسلمين في فرنسا. ففي شهر ديسمبر الماضي على سبيل المثال، شوهت حوالي خمس مئة قبر في الجناح الإسلامي التابع لمقبرة عسكرية تقع في مدينة أراس الواقعة في شمال فرنسا. ويقول المراقبون إن الإقدام على تدنيس قبور إسلامية قبل يومين على تاريخ الثامن من شهر مايو لديه دلالات ورموز واضحة لدى من وصفهم وزير الدفاع بأصحاب "عمل بشع وجبان". ففي الثامن من شهر مايو عام 1945 هزمت قوات التحالف التي كانت تضم في صفوفها كثيرا من المسلمين القوات النازية ووضعت بذلك حدا للحرب العالمية الثانية. ويرمز الثامن من شهر مايو في الوقت ذاته لدى أصحاب الأطروحات العنصرية في فرنسا إلى انتفاضة حصلت في الجزائر عام 1945 . وقد قمعت هذه الانتفاضة بشكل وحشي من قبل قوات الاحتلال الفرنسي آنذاك ولكنها شكلت بداية الحركة التحريرية الجزائرية الفعلية للتخلص من الاستعمار الفرنسي.