استكمالا للموضوع الأسبوع الماضي حول الحملة التوعوية بأهمية التبرع بالأعضاء (ومن أحياها) التي انطلقت مجددا هذا العام استكمالا لنجاحاتها الكبيرة في العام الماضي، نتطرق اليوم الى العديد من المحاور، ففي المحور الخاص بالوثائق المطلوبة من المتبرع فيذكر الدكتور محمد بن عبدالرحمن الغنيم، أستاذ مساعد واستشاري أمراض وزراعة الكلى - كلية الطب – جامعة الملك سعود، أن هدف الحملة هو توضيح أهمية موضوع التبرع بالأعضاء، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لغرض تسجيل أكبر عدد من بطاقات التبرع، وهذا التوضيح والتصحيح الفائدة منهما في المستقبل أفضل من تسجيل بطاقات التبرع بالأعضاء. من أنشطة الحملة في المراكز التجارية وبالنسبة للوثائق ليست هناك بطاقات تشترط لتسجيل بطاقات التبرع بالأعضاء ونستطيع القول إن بطاقات التبرع بالأعضاء هي فقط تمثل مدى تجاوب الناس مع الموضوع، لكن هذه البطاقات ليست لها صفة رسمية، ولا نتعامل معها بصفة رسمية، مثلما تفضل الدكتور فيصل، أن بعد الوفاة يشترط موافقة أولياء أمر المتوفى، فمسألة البطاقة هي مسألة رمزية فقط تعكس مدى التجاوب مع الحملة. قوائم طويلة ويؤكد الدكتور عبدالله الدغيثر - المدير التنفيذي لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي - تجربتهم في قضية التبرع بالأعضاء جيدة، ويضيف نطمح الى تقويتها، ودعمها، وصاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن سلمان مهتم جدا وداعم رئيس لهذه الحملة، وكما ذكرت فنحن ربما لا تكون مسؤوليتنا مسؤولية مباشرة عن التبرع، لكن مسؤوليتنا داعمة للمركز السعودي لزراعة الأعضاء ولكل الجهود التي تؤدي الى زيادة حالات التبرع وبالتالي الزراعة التي تؤدي الى تناقص أعداد المرضى؛ لأن الهدف الذي نطمح إليه في الجمعية ليس التوسع في مراكز الغسيل الكلوي، لأننا مهما توسعنا فإن المرضى يزيدون وبالتالي لن نصل إلى نقطة معينة. فالهدف الأساسي ربما للجمعية هو كيف نقلل ونغلق مراكز الغسيل الكلوي بدلاً من زيادتها، وهذا لن يتأتى إلاّ إذا شجعنا التبرع بالأعضاء خاصة التبرع بالكلى. في بعض الدول لا تجد مثلاً القوائم الطويلة مثل الموجودة عندنا، حيث يوجد العديد من المرضى من ينتظر لأكثر من عشر سنوات حتى يحصل على كلية تتناسب مع حالته. بطاقة التبرع مشكلة في قوائم الانتظار ويمضى د. الدغيثر في حديثة قائلاً: الأمر الثاني أننا كذلك ندعم التبرع، ليس فقط من المتوفين دماغياً، ولكن أيضاً ندعم التبرع بالنسبة للأحياء، ونحن مع المركز السعودي ندعم دائماً التبرع خاصة بالكلى، ويمكن بالكبد إلى حد ما، لكننا عادة نركز في الكلى. والبرنامج الآخر هو التوسع في التبرع من الأحياء من غير الأقارب، وهذا بدأ تطبيقه بشكل جيد وأعتقد أنه سيحل مشكلة كبيرة في قوائم الانتظار. وهذه اللائحة تم صدور قرارها ونحن مع المركز السعودي للتبرع بالأعضاء نقوم بحملة توعوية للناس للتعريف بها، وكيفية الاستفادة منها وشرح آلية تطبيقها، حيث يوجد عدد من اللجان التي يجب ان تجيز المتبرع من الناحية النفسية والاجتماعية، فضلا عن الصحية، وان يكون تبرعه لوجه الله، وبالتالي هي مغطية تقريباً جميع الجوانب سواء كانت الجوانب الشرعية، أو الجوانب الاجتماعية. نحن نطمح إن شاء الله تعالى أنه اذا تم تنيفذ هذه البرامج مع برنامج السبيعي ومع الحملة الموجودة التي تدعمها الجمعية وجامعة الملك سعود والجامعات الأخرى، أنه سيكون هناك وفر جيد في التبرع بالكلى مما يقلل من الزيادة المضطردة في عدد مرضى الفشل الكلوي، ونحن مع هذه الزيادة في سباق. وبدأنا بأقل من 7 آلاف وقليل، وحينما بدأت الجمعية كان الرقم المعلن هو 7400 ونتحدث الآن عن أكثر من 10,000 ولكن هناك جزئية بدأناها في الجمعية وهي الجانب البحثي، وهذا يعلمه جيداً الدكتور محمد لأنه في الجامعة. وقد اشتركنا مع بعضنا في أبحاث للوقوف على أسباب انتشار مرض الفشل الكلوي في المملكة ونريد ان نضع أيدينا على السبب المباشر حتى نستطيع ان نقلل من زيادتها، والجزئية الثانية هي التوسع في التبرع بالأعضاء حتى نقلل من قوائم الانتظار الموجودة. إنما هناك نقطة وددت التعليق عليها بالنسبة للقراءة السريعة عن إحصائية المركز السعودي لزراعة الأعضاء، ففي عام 2008م كانت الحالات المبلغ عنها من المتوفين دماغياً 533، وفي المنطقة الوسطى كانت تقريباً أكثر من النصف من الحالات المبلغ عنها، وهذه لا تعني ان أكثر المرضى في المنطقة الوسطى فحسب احصائياتنا ان أكثر مرضى الفشل الكلوي في المنطقة الغربية لكن بسبب الحراك الموجود من قبل الجمعية باعتبار ان الجمعية مركزها في الرياض، والاخوة في جامعة الملك سعود مركزهم في الرياض والمركز السعودي للتبرع بالأعضاء مركزه في الرياض، هذه كلها غيرت من مفاهيم الناس الموجودين في المنطقة الوسطى وفي مستشفيات المنطقة الوسطى. د. فيصل السيف بالتالي ان الحالات التي بلغت 281 في المنطقة الوسطى بينما في المنطقة الغربية مثلاً 83 حالة. إذا نحن نطمح إن شاء الله بعد هذه الحملة ان الحالات التي يبلغ عنها تكون أكثر من ذلك بكثير في جميع مناطق المملكة، وربما هذه من الايجابيات فجميع الجامعات دخلت فيها ممثلة بكليات الطب التي أصبحت منتشرة في كل أنحاء المملكة، فتأمل إن شاء الله تعالى في العام القادم ان يكون هذا الرقم مضاعفاً في الجهات الأخرى. أسباب فشل الأعضاء ويتمم الدكتور فيصل بن عبدالله السيف، أستاذ مساعد واستشاري جراحة الكبد والبنكرياس وزراعة الأعضاء، نائب المشرف العام على الحملة التوعوية بأهمية التبرع بالأعضاء - كلية الطب – جامعة الملك سعود على ذكره د. الغنيم حول معرفة أسباب فشل الأعضاء، فبالنسبة للكلى فإن السببين الرئيسين هما السكري ومرض زيادة ضغط الدم، وطبعاً التركيز في اليوم العالمي للكلى هذه السنة هو على مرض السكري، خصوصاً ان النسبة عندنا في المملكة مرتفعة في كثير من البلدان بنسبة 24% تقريباً، فالوقاية كما ذكر الدكتور محمد خير من العلاج، بالتعرف أولاً على المصابين بالضغط والسكري وبالفحص الدوري للضغط والسكري أي مستوى السكر في الدم ومعرفة هؤلاء الأشخاص ومن ثم بداية علاجهم؛ لأن في كثير من الأحيان الشخص المصاب بالضغط أو السكري لا يحس بآلام كبيرة ويصبح الأذى للأعضاء ومنها الكلى بطيء لكنه يزيد مع السنوات، وربما لا يعرف الشخص أنه مصاب إلاّ حينما يصاب بالفشل الكلوي. د. عبدالله الدغيثر برنامج تثقيفي وفيما يتعلق بالبرنامج التثقيفي والتوعوي يرى د. الغنيم انه عندما تأتي زياراتنا إن شاء الله إلى المدارس والجامعات سيكون هناك برنامج تثقيفي عن أهم الأسباب المؤدية إلى فشل الأعضاء سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، فمثلاً التوعية بخطورة السمنة ولكونها سبباً من أسباب السكر، وبالتالي تؤثر في باقي الأعضاء، وبالنسبة لطلاب المدارس نحن حريصون على ان نوعيهم عن الأسباب التي يمكن ان يتجنبوها في المدرسة أو في حياتهم اليومية، وذلك في تغيير نمط حياتهم أو ممارسة رياضات مختلفة وتغيير النظام الغذائي. رضا المتبرع ورغبة ويؤكد د. محمد الغنيم أن التبرع يتم برضا المتبرع وبرغبة جادة منه وبالذات في التبرع بالكلى، وكذلك لا صحة في انتقال المشاعر إلى الشخص الآخر، وغالباً المتبرع هنا في المملكة يكون من أحد الأقرباء. والدور المطلوب من الإعلام هو ليس فقط التركيز على التبرع بالأعضاء أو على مرضى القصور الكلوي، وأعود لأركز في مقولة الوقاية خير من العلاج مع العلم ان مرض السكري منتشر جداً في المملكة وواحد أو اثنان من كل أربعة أشخاص سيصاب بالسكري أو مصاب بالسكري، وهذه نسبة كبيرة جداً ومخيفة وهي حقيقة لا يجب ان نتجاهلها. ومن الأشياء المهمة في هذه الناحية متابعة مستمرة من الأطباء، والفحص المستمر لوظائف الكلى والحفاظ على مستوى السكري وضغط الدم. المطلوب من الإعلام ويرى د. فيصل السيف أن المطلوب من الإعلام أشياء طبية وأشياء اجتماعية، إن الحقائق الطبية التي يفترض أنها تنشر بين المجتمع ان المتبرع الحي يمر بعملية فحص دقيقة جداً وليس كل شخص يتقدم للتبرع يؤخذ للتبرع، يجب ان يمر بفحص دقيق جداً يستغرق أحياناً أسابيع للتأكد ان هذه الشخص لن تحصل له أي مضاعفات بعد عملية التبرع سواء بالكلى، أو الكبد هذا شيء، والشيء الثاني ان العضو المتبرع من الحي أفضل من العضو المتبرع به من المتوفى دماغياً، كما نعرف ان الحي هو في حالة طبيعية، أما المتوفى دماغياً فكان مريضاً في الأصل ولهذا توفي، فنوعية الأعضاء المنقولة من متبرع هي منقولة من شخص متوفى دماغياً وهذه هي الحقيقة الثانية. وأما الحقيقة الثالثة أنه حتى عندما تجرى عمليات نقل الأعضاء من المتوفى دماغياً الذين يقومون بالعملية هم أناس متخصصون في اجراء مثل هذه العمليات حتى لا تحدث أي أصابة للعضو المستأصل ليتم الاستفادة منه، فالعملية دقيقة جداً وليس لأي شخص ان يقوم بها، هناك أشخاص قليلون جداً هم الذين تدربوا على القيام بها، حتى المتوفى دماغياً الضرر الحاصل على جسمه قليل جداً والعملية دقيقة جداً. إن العملية ليس فيها اهانة لإنسان وليس فيها تشويه لإنسان، بل بالعكس ربما يكون فيها زيادة في أجر ذلك الإنسان عندما تنقل أعضاؤه إلى أكثر من شخص لنا ان نتصور مقدار الأجر الذي يمكن ان يحصل عليه هذا الشخص من أربعة أو خمسة أشخاص تغيرت حياتهم بإذن الله تعالى بسبب أعضاء هذا المتوفى دماغياً. نحاول تصحيحها ويعرج الطالب رياض بن احمد الديري - كلية الطب، جامعة الملك سعود - منسق الحملة التوعوية بأهمية التبرع بالأعضاء على ما ذكر بالنسبة لفكرة الناس ان المشاعر تنتقل مع انتقال العضو فيقول ان هذه إحدى الأفكار التي نحاول ان نصححها في الحملة، وهناك عدد لا يستهان به من الناس عندهم هذا الاعتقاد، الشيء الثاني هناك نقطة مهمة الآن حينما ذكر الدكتور محمد الغنيم ان واحداً من أربعة يمكن ان يكون مصاباً بالسكري تخوفنا من ذلك.. فكيف حينما نتحدث عن وفاة مع الناس فإذاً الموضوع حساس أكثر ولذلك نحن حريصون في الحملة على ان نوضح جميع الجوانب التي فيها التباس للناس وبالطريقة الصحيحة التي تناسب مستواهم الفكري والثقافي. د. محمد الغنيم برنامج تدريبي ويواصل الطالب الديري حديثة، ويضيف أن المتطوعين في الحملة يخضعون لبرنامج تدريبي مكثف قبل بدء الحملة، مدته يوم كامل فيعطون كافة الحقائق العلمية المتعلقة بزراعة الأعضاء والتبرع بالأعضاء والوفاة الدماغية صباحا، وبعد فترة الغداء يبدأ يأخذ المتطوع مهارات التواصل والاتصال بالناس وكيفية التعامل معهم وكيفية التعامل كذلك مع مخاوفهم، نحن حريصون جداً أن ندرب كل المتطوعين هذا التدريب لأنه مختلف تماماً عن ان نقوم بتثقيف صحي للسمنة، التي يتفق الكل على أنها مضرة، لكن موضوع التبرع بالأعضاء حساس ونحتاج إلى ان نوصل المتطوعين إلى هذه الأماكن جاهزين ومدربين على التعامل مع كل الأسئلة والمخاوف. الطالب نايف العتيبي التعاون مع النجوم وفي نفس الموضوع يضيف الطالب نايف العتيبي أنهم متعاونون هذه السنة بعضهم مع بعض، نجوم برامج ال MBC قروب، معنا هذه السنة شخصيات ونجوم مسلسل 37 وأم الحالة، وكذلك نجوم نادي الهلال الذين تبرعوا بجهدهم ووقتهم للحملة. عندنا نكرر التجربة بالتأكيد سنحتاج إلى المساندة من الجهات المختلفة كالاعلام والأشخاص المتخصصين خصوصاً ان صيغة الكلام أحياناً تفرق 180 درجة عندما نغيرها. ولدينا دراسة عن السنة الماضية كان فيها بعض المشاكل من الناحية الاحصائية، هذه السنة لدينا فريق بحث كامل ولجنة بحث علمي ستقوم بدراستين تقيس وعي الناس عن التبرع بالأعضاء قبل الحملة والدور الثاني بعد الانتهاء من الحملة ستقوم أيضاً بدراسة أخرى تقيس نجاح الحملة، هذه دراسة نفخر بها جداً، والفريق الذي معنا تدرب عليها جيداً بخصوص البحث العلمي بإشراف من جامعة الملك سعود. موقع الكتروني ويعلق د. الدغيثر انه في هذه السنة أنشئ موقع الكتروني خاص بالحملة، بدعم من جمعية الأمير فهد بن سلمان ويقوم عليه عدد من الاخوة في الحملة، ونتوقع إن شاء الله ان يترك مجالاً لمن أراد ان يدخل ويتعرف على نشاط الحملة من أي مكان في المملكة أو في غير المملكة. الجانب الثاني أيضاً تطرق إلى موضوع المستقبل بالنسبة للحملة بحيث أنها تكون خليجية، ونحن في الجمعية لدينا موافقة من مجلس وزراء الصحة لدول الخليج العربي باليوم الخليجي لمرضى الفشل الكلوي، وأتوقع أنه انطلاقاً من هذه الموافقة الموجود عندنا يمكن ان نفعله في السنة القادمة على المستوى الخليجي. الطالب رياض الديري ويعرض بعض الاحصائيات التي ذكرت فيما يخص موافقة الأقارب للمرضى استناداً إلى احصائيات المركز السعودي لزراعة الأعضاء: 533 حالات بلغت عام 2008م، 40% فقط مقارنة هم الذين رفضوا التبرع بأعضاء أقاربهم بينما في عام 2007م و2006م والسنوات التي قبلها كانت النسبة تزيد على 50%، وهذا إن شاء الله مؤشر جيد إلى زيادة الوعي لدى الناس بفائدة التبرع بالأعضاء. أيضاً هناك تعاون وثيق بين المملكة ودول الخليج فيما يخص التبرع بالأعضاء فحسب التقرير الموجود ان هناك 12 حالة تمت الاستفادة منها من الكويت لمرضى في المملكة، وأيضاً ثلاث حالات من قطر، ومن البحرين، ومن عمان، وهذا أيضاً تعطي مؤشراً جيداً بأن هناك تعاوناً بين دول الخليج العربي. إن الاحصائية التي قمنا بها فيما يخص التبرع بالأعضاء في برنامج مستشفى سعد وال 138 مريضاً هؤلاء الذين تم تحويلهم وجد ان 33% من تبرع لهم أشقاؤهم و23% تبرع لهم ابن أو ابنة، وهذه تدل على اللحمة الموجودة بين مجتمعنا وبين المسلمين والأشقاء والأبناء والبنات والآباء. جميعنا شركاء في الحملة وفي مداخلة ل د. السيف: يذكر أن هذه الحملة هي حملة تطوعية خيرية وجميعنا في البلد شركاء في هذه الحملة، وهي ليست خاصة بجامعة الملك سعود، ولا بجمعية الأمير فهد بن سلمان، ولا خاصة بجمعية أمراض الكلى، هي خاصة بالمجتمع ككل، ولا ندري من سيكون التالي الذي يحتاج إلى عملية زراعة الكلى، قد يكون أحداً منا وقد يكون عزيزاً علينا، هذه الحملة ليست لسنة أو سنتين، هذه حملة طويلة الأجل ستستمر إن شاء الله، وستكون حملة دائمة ونتمنى ان تكون ثمارها قريبة، وفي الغالب تكون ثمارها بعد سنوات عديدة، ونرى الفرق إن شاء الله في الأعوام المقبلة.