أوغل الارهابيون اليهود من قطعان المستعمرين ومن خلفهم حكومتهم وجيشهم في اجرامهم بحق الانسان الفلسطيني وارضه ومقدساته، واقدمت عصابة منهم على احراق المسجد الرئيسي في قرية اللبن الشرقي، فيما قامت اخرى باضرام النار في حقول الزيتون التابعة لبلدة حوارة، وكلاهما جنوب نابلس. وذكر مواطنون من قرية اللبن الغربي ورئيس المجلس المحلي جمال ضراغمة ان الاهالي افاقوا بعد الثالثة فجرا على اصوات عمليات تخريب وتحطيم وحركة سيارات غريبة، قبل ان يلاحظوا ألسنة النيران تخرج من نوافذ المسجد، فهبوا لاخمادها. واستدعوا طواقم الاطفاء، ولكن بعد فوات الاوان. وأكدوا انهم عثروا على كمية من المصاحف والكتب الدينية والستائر، المجمعة والمحترقة في مكان واحد، ومنها امتدت النيران الى جميع ارجاء المسجد الذي تبلغ مساحته الاجمالية خمسمائة متر مربع، وقد اتت على كامل محتوياته، من سجاد واخشاب واجهزة كهربائية وزجاج. ويأتي هذا التصعيد من جانب الارهابيين اليهود في وقت يستعد الجانب الفلسطيني لجولة من المفاوضات غير المباشرة برعاية المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل. ونقل عن شهود عيان في القرية الواقعة على الطريق الرئيس الواصل بين رام الله ونابلس، انهم لاحظوا سيارات للمستوطنين، تغادر القرية، مرجحين انهم هم من اضرم النار في المسجد، لا سيما انه سبق لهم وان نفذوا العديد من الاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم. وتحيط بالقرية ثلاث مستعمرات هي "عاليه" و "لبونه"، و"شيلو"، فيما جرت مصادرة اكثر من 30% من اراضي القرية البالغ عدد سكنها ثلاثة آلاف نسمة لصالح المستعمرات. كما انها غير بعيدة عن مستعمرة "يتسهار" التي تضم غلاة الارهابيين. وتعيد جريمة احراق مسجد اللبن الشرقي الى الاذهان الجريمة التي اقترفها مستوطنون من " يتسهار" فجر الجمعة 11 كانون الاول- ديسمبر 2009، عندما اضرموا النار في مسجد قرية ياسوف غير البعيدة عن اللبن الشرقي، ما ادى الى احتراق الطابق الثاني والذي يضم مكتبة دينية. وقد عثر الاهالي في حينه على شعارات بالعبرية خطها مستوطنون داخل المسجد، تقول :" استعدوا لدفع الثمن" و "سنحرقكم جميعا"، وذلك عقب مقتل احد حاخامات المستوطنات غرب نابلس في وقت سابق. وفي وقت لاحق، اعلنت شرطة الاحتلال انها اعتقلت عشرة مستوطنين من " يتسهار" بينهم مدير المدرسة الدينية الحاخام اتسحاق شابيرا، على خلفية الضلوع في احراق مسجد ياسوف، غير ان احدا منهم لم تجر محاكمته او معاقبته.