قال مسؤولون أميركيون أمنيون انهم يعتقدون أن الأميركي من أصل باكستاني، فيصل شاهزاد، الذي أوقف في مطار جون كينيدي بنيويورك امس أثناء محاولته السفر إلى دبي، هو الشخص الذي قاد السيارة المفخخة إلى ميدان "تايمز سكوير" في حي مانهاتن الشهير. وأشار المسؤولون لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية ان رقم محرك سيارة "نيسان باثفايندر" أزيل عن المحرك، غير أن رجال الشرطة عرفوه بعد النزول إلى أسفله، وتم تعقب السيارة وصولاً إلى شاهزاد، الذي اشتراها بمبلغ 1800 دولار. وقال مصدر أمني آخر إن شاهزاد البالغ من العمر 30 عاماً، اعترف بأنه تصرف من تلقاء نفسه وأنه لا ينتمي لأي جهة مسلحة.وقال مصدر آخر إن شاهزاد كان على متن الطائرة المتجهة إلى دبي عندما اعتقل في الساعة 11 و45 دقيقة بحسب التوقيت الشرقي للولايات المتحدة.وذكرت مصادر إنه تمت إعادة الطائرة بعد أن كانت قد بدأت في التحرك، مشيرة إلى أنه "تم القبض عليه في الثانية الأخيرة" قبل إقلاع الطائرة. وأوضح مصدر أمني آخر أن شاهزاد كان متجهاً إلى دبي على متن طائرة تابعة لطيران الإمارات في الرحلة رقم 202، وأنها الوحيدة التي كانت مقررة في وقت مبكر من الامس .وقالت شركة طيران الإمارات إنه تم تأخير إقلاع الرحلة رقم 202، فيما قال ممثل للشركة إنه تمت جدولة الرحلة للإقلاع في الرابعة والنصف صباحاً بحسب توقيت الساحل الشرقي. وقال مكتب الادعاء العام الأميركي في المقاطعة الجنوبية لنيويورك إن شاهزاد سيمثل أمام محكمة فيدرالية في مانهاتن لمواجهة التهم التي ستوجه إليه. وكان شاهزاد قد حصل على الجنسية الأميركية في السابع عشر من أبريل-نيسان 2009، وسافر إلى دبي في يونيو-حزيران عام 2009، وعاد منها في الثالث من فبراير-شباط عام 2010. وكان وزير العدل الأميركي اريك هولدر أعلن في وقت سابق امس ان السلطات الأميركية اعتقلت مشتبهاً به في قضية سيارة "تايمز سكوير" المفخخة فجر امس ،مشيرا الى انه مواطن أميركي من أصل باكستاني يدعى فيصل شهزاد. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن هولدر قوله في مؤتمر صحافي بواشنطن في وقت مبكر امس انه تم اعتقال الرجل في مطار جون كينيدي بنيويورك أثناء محاولته السفر إلى دبي. وقال هولدر "من الواضح ان النية وراء العمل الإرهابي هذا هو قتل أميركيين. لن يهدأ لنا بال حتى نجلب كل المسؤولين عنه إلى العدالة". وأشار الوزير إلى ان المزيد من الاعتقالات ستتم في القضية، مشيراً إلى ان التحقيق جار وهو متعدد الأوجه ويلاحق عدداً من الأدلة. وجاء الاعتقال بعد وقت من إعلان السلطات الأميركية في وقت متأخر الاثنين أن مشتري السيارة المفخخة في ميدان تايمز سكوير وهي من طراز "نيسان باثفايندر" يعتبر موضع اشتباه في الحادثة، مشيرة إلى أنه أميركي من أصول باكستانية. غير أن السلطات أوضحت أن هناك أكثر من شخص مشتبهاً بهم في المحاولة الفاشلة لتفجير سيارة مفخخة في ميدان "تايمز سكوير" أحد أهم الميادين في مدينة نيويورك وأكثرها شهرة والذي يقع في وسط حي مانهاتن. وأشارت التحقيقات إلى أن رجلاً من أصول باكستانية اشترى سيارة الباثفايندر قبل ثلاثة أسابيع، وأنه دفع ثمنها نقداً دون أن يتم تبادل أي أوراق ثبوتية أو غيرها، وذلك مقابل 1800 دولار أميركي فقط، في أحد محال بيع السيارات المستعملة في كونيكتيكت. ووصف بائع السيارة الرجل الذي اشتراها بأنه في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من عمره، فيما يحقق المعنيون بسجلات هاتفية لتعقب الاتصالات الهاتفية بين الرجلين. وكان قائد شرطة مدينة نيويورك، المفوض راي كيلي، قال الاثنين إن لدى أجهزة الأمن الأميركية شريطاً جديداً يظهر فيه الشخص الذي يعتقد أنه مسؤول عن وضع السيارة المفخخة بمواد قابلة للاشتعال في ساحة "تايمز سكوير" المزدحمة وسط المدينة. وما زالت شرطة مدينة نيويورك تحقق في شريط فيديو آخر التقط على مقربة من المكان الذي تمّ فيه العثور على السيارة وقال كيلي إنه "يظهر رجلاً أبيض في الأربعينات من العمر في منطقة شوبرت آلي، ينظر باتجاه شارع ويست 45"، حيث عثر على السيارة وقال إن الرجل كان ينظر حوله "بطريقة مريبة".ووصف الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيتس الحادث لأول مرة بأنه محاولة لتنفيذ عمل إرهابي، وقال "ان هذا كان يهدف إلى الترهيب، ومن قام بهذا العمل هو إرهابي". وكانت شرطة ولاية نيويورك قد أخلت جزءاً كبيراً من ميدان "تايمز سكوير،" ليل السبت، وأغلقت فنادق ومطاعم، ومنعت المشاة والسيارات من الوصول للميدان، بعد الاشتباه في وجود سيارة ملغومة. وقد تبنت حركة طالبان الباكستانية محاولة التفجير الفاشلة في نيويورك، غير أن كيلي قال إن لا يوجد حتى الآن أي أدلة تدعم مزاعم الحركة. في شأن متصل اعلن مسؤول بارز في الحكومة الباكستانية امس ان بلاده ستتعاون بشكل تام مع الولاياتالمتحدة بشأن الاميركي من اصل باكستاني الذي اعتقل للاشتباه بضلوعه في محاولة تفجير سيارة مفخخة في نيويورك. وصرح مسؤولون لوكالة فرانس برس ان السفيرة الاميركية في اسلام اباد آن باترسون اجرت محادثات مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي.وقال مسؤول بارز في الحكومة الباكستانية "جرت مناقشة اولية عندما التقت السفيرة الاميركية بوزير خارجيتنا". واضاف المسؤول ان "بين باكستانوالولاياتالمتحدة تعاون مستمر وقوي بشأن مكافحة الارهاب. واذا تطلب الامر فسنتعاون بشكل تام مع الولاياتالمتحدة".