فكرة صعود التعاون لدوري "زين" السعودي للمحترفين بدأت من معسكر قطر الذي تحول للإسماعيلية بحجة عدم توفر المباريات التجريبية، وبعد أن أقيل المدرب الشابي راهن قبيل رحيله على عدم صعوده، والأنصار، واستطاع التعاون أن يحقق مراده بمغادرة الدرجة الأولى للدرجة الأعلى؛إذ يعتبر ذلك للمرة الثالثة في تاريخ النادي، وكان تمكن من ذلك عام 1415ه برئاسة علي التويجري؛ بينما جاءت المرة الثانية بعد سنتين من المرة الأولى عام 1417ه بتحقيق درع الدرجة الأولى برئاسة عبد الله الشريدة؛ حينما كان رئيس النادي الحالي المهندس محمد السراح مشرفاً على الفريق، وهاهو اليوم يتربع على كرسي الرئاسة بتحقيق الثالثة والأولى وكذلك على مستوى درجة الناشئين، الذي صعد لمصاف أندية الممتاز. "دنيا الرياضة" رصدت مشوار (السكري) في رحلة الصعود. المطالبة برحيل الرئيس طالبت الجماهير التعاونية العام قبل الماضي المجلس الشرفي بحل إدارة النادي برئاسة محمد السراح في دورة رئاسته الثالثة؛ معللةً ذلك بتواضع المستوى وتردي النتائج، وجاءت الآراء الشرفية بين أخذ ورد حول تطبيق ذلك القرار من عدمه؛ إذ كانت الجماهير لا ترى بعينها غير تحقيق الصعود والمنافسة بقوة مهما كلف الأمر. القرار المفصلي عقد اجتماع عاجل لأعضاء الشرف بالتعاون في إحدى صالات الفنادق بمدينة بريدة؛ إذ ضم عددا كبيرا من الشرفيين بغية رسم الخارطة (الصفراء) من جديد، وتحديد هوية الفريق، ومناقشة أوضاع وانشطة النادي كافة، وخرج الاجتماع الهام بتوصيات ناجحة استطاعت قلب موازين النادي رأسا على عقب، فتم تشكيل المجلس التنفيذي المكون من أربعة أعضاء (رئيس أعضاء الشرف فهد المحيميد ونائبه ياسر الحبيب وعضوي الشرف عبدالعزيز الحميد وأحمد أبا الخيل)؛ إذ دفعوا رسوم العضوية التي بلغت مئة ألف ريال عن كل عضو. رفض معسكر الغرافة بداية النجاح والنجوم القدامى حضروا في الوقت المناسب اجتماعات متواصلة وعقدت فور شكيل المجلس اجتماعات للرباعي التنفيذي البارز، وتم أخذ القرار الهام بإقرار بقاء إدارة السراح والتشديد على الوقوف معهم وزرع الثقة فيهم من جديد، وراهن المجلس برئاسة فهد المحيميد على نجاح هذه الإدارة وأنها ستحقق الصعود؛ بينما تم تشكيل لجان عدة منها إدارة الكرة مكونة من أحمد أبا الخيل وخالد العوض، واللجنة الثقافية، وإنشاء المركز الإعلامي، وتكوين مجلس الجماهير برئاسة عبد السلام القاسم، ووضع ميزانية خاصة للفريق، وإعداد خطة الاستعدادات، وتشكيل اللجنة الفنية التي تعنى باختيار اللاعبين، وإقرار لائحة المكافآت الضخمة التي دفعت للاعبين مع التأكيد على صرف مرتبات الجميع بانتظام. خطوات فنية موفقة لأول مرة في تاريخ التعاون يتم الانتهاء من اختيار طاقم الجهاز الفني قبل انطلاقة الاستعدادات بفترة كافية، ووقع الاختيار على الطاقم التونسي بقيادة عبد الرزاق الشابي ومساعديه، عقب تحقيقه الصعود مع القادسية لدوري "زين" العام الماضي؛ الأمر الذي جعل الجميع يشيد بذلك الطاقم، فتم وضع الثقة المطلق به لاختيار اللاعبين، وأقدمت الإدارة على تسجيل كم هائل من اللاعبين؛ البعض لاقى تأييدا والآخر معارضة، وكان ذلك من خلال اللقاءات الودية المتتالية التي لعبها التعاون بداية الموسم. معسكر الإسماعيلية أقر المجلس التنفيذي إقامة معسكر بمحافظة الإسماعيلية بمصر ورصد لها ميزانية خاصة، عقب صرف النظر عن إقامته بدولة قطر وتحديداً بنادي الغرافة، ووقع الاختيار لإسماعيلية لكثرة الفرق المتوفرة لمواجهتها ودياً، ولعب التعاون خمسة لقاءات فاز بثلاثة منها، وتعادل في واحدة وخسر الأخيرة، وتم تسجيل عدد من اللاعبين البارزين، وكان المعسكر ناجحاً بكل المقاييس؛ رغم ظهور مشكلة اللاعبين فهد السبيعي وناصر البيشي. بداية قوية انطلقت بطولة الدوري وكانت ملامح القوة واضحة على أداء التعاون، الذي حقق حتى الجولة السادسة أربعة انتصارات وتعادلين، وكان مستواه مميزا ممزوجاً بمهارات فنية جعلت الجميع يراهن على منافسته على إحدى بطاقتي الصعود؛ سيما وتلك الأسماء اللامعة التي يضمها. تعثر سريع الأسبوع السابع من الدوري كان موعداً لتعثر الفريق بتذوقه خسارته الأولى من ضمك بهدفين لهدف، ثم تعادل مع أبها بنتيجة سلبية؛ فعمق هجر جراح التعاون بهزيمة كبيرة؛ عندما كسب اللقاء المرّ بأربعة أهداف لهدفين، وكررها في الأسبوع العاشر مع العدالة الذي هزم التعاون بهدفي الباشا، وتبعثرت الأوراق. المجلس التنفيذي راهن على نجاح الإدارة والمعارضون ابتسموا أخيراً الإطاحة بالشابي لم يكن من الإدارة التعاون إلا بحث أسباب تلك الهزائم المتتالية، والتي كفلت هبوط مستوى ونتائج الفريق إلا الاجتماع باللاعبين؛ ومن ثم إصدار قرار إقالة مدرب الفريق التونسي عبدالرزاق الشابي وتكليف مساعده بن عليه، عقب تقصي عدة أصوات تطالب بإبعاده من اللاعبين، لتعامله القاسي معهم وبفوقية، علاوةً على مزاجيته التي قلبت موازين الفريق، فكان لمواطنة كلمة إعادة توهج الفريق من جديد وحقق ثلاثة انتصارات متتالية. وتجدر الإشارة إلى إن الشابي راهن بعد رحيله من خلال تصاريح صحافية على عدم مقدرة التعاون على تحقيق الصعود وانه بات محصوراً بين الفيصلي والأنصار؛ معللاً بان التعاون لا يملك لاعبين قادرين على تحقيق ذلك رغم تسجيله لهم وبموافقته. *السابقون يبحثون الهزائم تم استدعاء لاعبي الفريق السابقين أحمد السكاكر وأحمد الحميد وحماد الحماد، الذين يحظون بتأييد من جميع محبي التعاون ليشكلوا لجنة فنية تعنى بتقصي أسباب الهزائم والسعي لمعالجتها مهما كلف الأمر من دعم مادي من قبل المجلس التنفيذي الذي وضع الثقة بهم وسلمهم الصلاحيات كافة لتولي تلك المهمة الصعبة، وعقدوا جلسات عدة مع اللاعبين، وتمت تهيئتهم نفسياً والتأكيد على أنهم قادرون على العودة للمنافسة من جديد. *الروماني رتب الأوراق عقد المجلس التنفيذي اجتماعا مع إدارة الكرة وتم طرح أسماء عدة لتولي مهمة الفريق بدلاً من المقال (الشابي) والمكلف (بن عليه)، وبعد دراسة مقننة من الأعضاء والتشاور على من سيخدم الفريق في المرحلة المقبلة وقع الاختيار على المدرب الروماني جورجي، الذي حقق مع الفريق خمسة انتصارات ورفع مرات الفوز إلى ثمان أعادت هيبة التعاون وجددت حظوظة في المنافسة على الصدارة وترشيحه للصعود مرة أخرى، التي كانت تلاشت مع المدرب المقال. بعبع التعاون الأسبوع ال 19 كان بمثابة الصدمة للتعاونيين عندما تغلب الأنصار عيليهم على أرضهم وبين جماهيرهم بهدفين لهدف، لينتشي التعاون بعدها ويرد الدين لضمك بثلاثية بتوقيع المدافع الكري، الذي سجل هدفين، ومن بعدها هزم الطائي ثم أبها، ورد دين لهجر بهدف يتيم، ثم تغلب على المتصدر (الفيصلي) وأذاقه طعم الخسارة الأولى، ليطاردهم الأنصار وبفارق نقطة؛ حتى آخر جولة عندما تغلب أبناء بريدة على فريق الرياض معلناً هبوط الأخير لدوري الدرجة الثانية؛ بينما أعلن التعاون الصعود للمرة الثالثة لدوري الكبار.