قال رجل الأعمال عبدالرزاق التركي - الذي يعد واحداً من أشهر المعوقين في السعودية - إن الخدمات التي تقدم لذوي الاحتياجات الخاصة لا تزال عقبة يعانون منها على أرض الواقع، لافتا إلى انه مازالت نظرة المجتمع للمعوق قاصرة، وأنه لا يصلح إلا لبعض الأعمال البسيطة. ونوه التركي خلال بعض محاضراته التعريفية بدور المعوقين وانجازاتهم بملتقى "أمطار" في الرياض أمس الأول، والذي استضافه فيها عضو مجلس الشورى والكاتب الإعلامي نجيب بن عبدالرحمن الزامل مؤسس الملتقى أن المعوق في الدول الأوروبية ابدع في وظائف المهندسين والمخترعين مستدلاً بأسماء كبار المسؤولين من وزراء وقياديين في دولهم. وطالب التركي في محاضرته بتهيئة المناخ المناسب حتى تتكشف قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة لخدمة المجتمع، مؤكداً رضاه التام عما تم تقديمه للمكفوفين تحديداً وللمعوقين بشكل عام في السعودية، لافتا إلى أن ما تم تقديمه خلال السنوات الماضية يعتبر انجازا جيدا مقارنة بما يتم تقديمه في دول الجوار. وأضاف التركي "قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة ستصل بإذن الله لما نصبو إليه، وذلك من خلال فرض نسبة على جميع القطاعات لتوظيف المعوقين كما يحدث في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، بجانب تدريب هذه الفئة التدريب المميز الذي يليق بهم وقدراتهم وتوفير التجهيزات اللازمة لإنجاز أعمالهم بنفس الجودة التي يقوم بها الشخص المعافى". وكشف التركي أمام ضيوف الملتقى الذين تجاوزوا ال200 ضيف من أعضاء مجلس شورى وإعلاميين ورجال أعمال ومن ذوي الاحتياجات الخاصة من داخل وخارج المملكة أجمل قصة نجاح منذ تأسيس الملتقى عام 1422ه عن تفاصيل رحلة الكفاح التي زادت على خمسين عاماً منذ جلوسه على الكرسي الخشبي المعطوب براتب 1300 ريال، إلى ثروة تقدر بملايين الريالات بعد أن انتقل في مسيرته التعليمية ما بين جامعات لندن وواشنطن، متحللا من التخصصات التي تفرض على ذوي الاحتياجات الخاصة إلى العلوم السياسية، كما تناول التركي عدة محاور أهمها التعريف بالمعوق وأثره في المجتمع، إلى جانب تسليط الضوء على طاقاته الإيجابية وكيفية استغلالها، كما قدم نماذج لمعوقين ناجحين أبدعوا في مجالات عدة، سواء كانوا من الوطن العربي أو من العالم ككل، مما جعل الحاضرين يصفقون له عدة مرات؛ كونه كان يفاجئهم في كل مرة بإنجاز مميز لمعوق. من جانبه قال نجيب الزامل ان الاحتفاء بالأستاذ عبدالرزاق بن علي التركي هو أبسط ما يمكن تقديمه لهذا الرجل الاستثنائي، الذي أشعرنا أننا نحن الكفيفين وهو المبصر الوحيد من خلال إنجازاته التي لا يحققها إلا الرجال الأفذاذ، كقيادته لمجموعة شركات أو رغبته في التعلم والتطور باستمرار، حتى حقق مجموعة من الأحلام التي يعجز المبصرون عن تحقيقها. عدد من الحضور وتحدث المشرف العام على الملتقى جمال الزامل ان هذه المحاضرة من أبرز المحاضرات التي حضرها في حياته، كونه تفاجأ بالكم الهائل من قصص النجاح التي رواها التركي، وبالأخص رغبته في تحقيق حلم قيادة السيارة وهو كفيف. وأشار أيضاً أن الملتقى أنشئ منذ سبع سنوات تحت شعار "احتفاء ووفاء" ليكون ملتقى لكافة المناسبات والفعاليات التي تتنوع بتنوع ضيوفها، فمن وزراء ومسؤولين وقياديي شركات ومنظومات تجارية، لم تكتف "أمطار" بتنويع نشاطاتها لتبني مشروعات تطوعية وخيرية وثقافية لإثراء المجتمع، وهو السبب الذي أنشئت من أجله. وشهدت الجلسة تداخلات من أعضاء مجلس الشورى ومسؤولين اتسمت بالشفافية بين الضيف والحضور حيث رد على تساؤل حول التحالفات الدولية لجمعيات المعوقين ودورها في تفعيل قرارات الدول، وأكد التركي على أن الأمير سلطان بن سلمان يقوم بدور فاعل وكبير في هذا الخصوص، وأن أجره من العزيز القدير الذي أعانه ومكنه من تأسيس جمعيات مثالية للمعوقين في وطننا، وأشار أن هذا نابع من شعار سبق أن ذكره وجعله نصب عينيه حتى يصل بالمعوقين إلى مراحل الإنجاز والابتكار وليس معالجتهم فقط وهو "ذوي القدرات الخاصة".