يحاول أصحاب الأفكار التنموية والمشاريع الاستثمارية في مدينة الرياض تبديل المفاهيم والنظريات الاجتماعية والجغرافية التي أكدت على نمو المدن شمالا وهذا ما أكده ابن خلدون في مقدمته الشهيرة وتطبيقا لهذه النظرية فقد قفزت أحياء شمال مدينة الرياض قفزات تنموية وتسابق الأهالي والسكان على الشراء والإقامة والاستثمار في شمال هذه المدينة تطبيقا للواقع وتفاؤلا بمستقبل زاهر في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة ولكن يبدو أن الحركة العمرانية والتجارية لشمال مدينة الرياض قد بدأ نجمها بالأفول وان هنالك توجها لأحياء الجهات الأخرى والتي لا يختلف وسطها وجنوبها وشرقها عن شمالها وغربها ولكنها نظريات اجتماعية وجغرافيه أدت إلى تفاوت الأسعار رغم ثبات الخدمات وتساويها ويبقى تفضيل جهة على أخرى يخضع لعوامل بيئية واجتماعية وشخصية كذلك ومن هذا المنطلق وبعد إنشاء نقطة لتجميع الصرف الصحي بشمال مدينة الرياض وتحديدا في حي الفلاح حيث أصاب هذا المشروع شمال مدينة الرياض بالشلل وبمقتل ويمكن إن يؤدي هذا المشروع أيضا إلى اغتيال المشاريع العملاقة والمتميزة والتي تعتبر فخراً لكل مواطن في هذا البلاد خاصة ان لمثل هذا المشروع اضرار صحية وبيئية واجتماعية واقتصادية لا يمكن أن يقف تأثيرها على عدد محدود من السكان او على جزء معين من الجهة الشمالية لمدينة الرياض بل إن تلك الأضرار المشار إليها أدناه قد امتدت وللأسف لتشمل مطار الملك خالد الدولي والمدن الجامعية الجديدة مثل جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن او العريقة مثل جامعة الإمام او الاستثمارية مثل جامعة دار العلوم والجامعة العربية المفتوحة وكذلك لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية ولعدد كبير من الوزارات والمصالح والهيئات الحكومية ولكبرى الشركات العالمية والتي تتخذ من شمال مدينة الرياض مقرا لها ولكافة الأحياء المجاورة والطرق الرئيسية المحيطة بحي الفلاح مثل طريق المطار والدائري الشمالي والشرقي وحتى طريق الثمامة. وبعد مرور شهر من معاناة الأهالي سكان شمال مدينة الرياض لمشروع الصرف الصحي بحي الفلاح ظهر على السطح عدد كبير من الأضرار والسلبيات على البيئة المحلية لشمال مدينة الرياض وعلى السكان أنفسهم وهي على سبيل المثال لا الحصر كما يلي 1-الأضرار الصحية على السكان والمجتمع المحلي لشمال مدينة الرياض : الإصابة بارتفاع ضغط الدم والغثيان والدوخة وأمراض الحساسية والربو وانعدام جهاز المناعة في جسم الإنسان مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة والخطيرة مثل السل والسرطان فضلا عن الإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق وحدة المزاج والعصبية 2-الأضرار البيئية على شمال مدينة الرياض : وانتشار الشاحنات وما تسببه من أصوات وأدخنة الديزل السامة والمميتة فضلا عن كثرتها وفوضوية قائديها وتسببهم في الاختناقات والحوادث وإغلاق مداخل وممرات الحي وانعكاس ذلك على الطرق الرئيسية المحيطة بالحي مثل طريق المطار والدائري الشمالي والشرقي وطريق الثمامة كذلك وانتشار الروائح الكريهة والشعور بالقرف حتى أننا لم نعد نفرق بين الحمام أعزكم الله وبين المجلس!! مما يؤدي إلى انتشار البعوض والصراصير والجرذان وكافة أنواع الحشرات والقوارض والزواحف وهذا ماتم ملاحظته مؤخرا في الحي مع دخول فصل الصيف 3-الأضرار الاجتماعية على مجتمع مدينة الرياض : لاشك أن هذا المشروع يعتبر احد ابرز عوامل الطرد والإبعاد للسكان والطلاب والمستثمرين عن الحي فهو بلا شك أسلوب ترهيب ووعيد وطرد لأعيان المجتمع والذين اختاروا حي الفلاح للإقامة او الاستثمار او التعليم فلا يشرفهم أن يبقوا بجوار محطة للصرف الصحي فضلا عن وجود اربع جامعات سعودية وسوف يتسبب هذا المشروع في انخفاض الإقبال على مقاعد الدراسة بتلك الجامعات فضلا عن رغبة أعضاء هيئة التدريس في الابتعاد والانتقال بعيدا عن هذه الظروف السيئة 4-الأضرار الاقتصادية لقد هوت أسعار العقارات بالحي أكثر من 300% وتضرر من ذلك كافة المواطنين سواء المقيمين او المستثمرين فلقد ارتفعت نسبة المعروض مقابل انعدام في طلبات الشراء حتى إن المستأجرين والمستثمرين من أصحاب العماير والشقق المفروشة معرضون إلى الكساد ونزول لأسعار الاجار في الحي بنسبة 300% وختاما نتمنى إزالة هذا المشروع فورا وبشكل نهائي وقاطع من حي الفلاح البوابة الشمالية لمدينة الرياض فليس من السهل إن يكره الإنسان او يجبر على العيش في بيئة غير صحية وغير نظيفه وغير أمنة اجتماعيا وصحيا . * من سكان حي الفلاح شمال مدينة الرياض