يحظى القطاع العقاري المزدهر في سوريا باهتمام كبير من قبل المستثمرين من منطقة الخليج وخارجها، الأمر الذي أسهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي للدولة خلال الأعوام القليلة الماضية. ويؤكد المستثمرون العرب في سوريا على أن مشاريع التطوير العقاري المحلية تتيح عوائد عالية على الاستثمار في حين تشكل الحد الأدنى من المخاطر. ومن المتوقع أن تحافظ هذه النظرة الإيجابية على متوسط نمو سنوي بنسبة 8.8% في القطاع العقاري المحلي. وشهد القطاع العقاري في سوريا نمواً ملحوظاً خلال أقل من عقدٍ مضى وذلك بعد تنفيذ عدد من الاصلاحات في هذا المجال، الأمر الذي أدى إلى فتح الباب أمام مشاركة الشركات العقارية الخاصة والأجنبية. ويجري الآن الاضطلاع بتنفيذ العديد من المشاريع الضخمة المشتركة بين المستثمرين السوريين من جهة والمستثمرين العرب والأجانب من جهةٍ أخرى. وفي ظل ما توفره مشاريع التطوير العقاري من فرص وظيفية لما يقارب من 15% من المواطنين، وتقديم جميع البنوك الخاصة في الدولة تسهيلات بنكية تتمثل في القروض السكنية طويلة الأجل، وإنخفاض متطلبات الضمان والمدفوعات، فإنه من المتوقع أن يحقق القطاع العقاري نمواً أعلى مع إنحسار الركود الاقتصادي وذلك بدوره سيؤدي إلى زيادة الطلب على مواد وتقنيات البناء والتشييد الحديثة. وسوف تسلط الدورة السادسة عشرة من المعرض الدولي للبناء "بيلدكس سوريا 2010" المتخصص في مجال البناء والتشييد والذي سيعقد تحت رعاية محمد ناجي عطري، رئيس الوزراء السوري خلال الفترة من 12 ولغاية 16 مايو/أيار المقبل على أرض مدينة المعارض بدمشق في سوريا، الضوء على أحدث التقنيات والمواد المستخدمة في مجال البناء والتشييد بالإضافة إلى التطورات المحلية الهادفة إلى تلبية ارتفاع الطلب على المساحات التجارية والسكنية في سوريا؛ وتمثل الشركات السعودية أكثر من 11% من إجمالي الشركات الشرق أوسطية العارضة في "بيلدكس سوريا"، باستثناء العارضين السوريين. وقال علاء هلال، المدير العام للمجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات: "لا يزال القطاع العقاري حديث نسبياً في سوريا وغير مستغل إلى حد كبير. وحيث إنه يوفر عائدات كبيرة على الاستثمار، فإن المستثمرين من منطقة الخليج وأوروبا يحرصون على دخول هذا السوق والاستفادة منه.