سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المشاركون يشددون على نجاح المؤتمر ويتوقعون عقد منتديات مماثلة في المملكة وأمريكا في اليوم الثاني والأخير لأعمال منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي في شيكاغو:
اختتمت فجر يوم أمس الجمعة بتوقيت الرياض فعاليات منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي الذي عقد في مدينة شيكاغو الأمريكية على مدى يومين بهدف توسيع العلاقات التجارية بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة. وثمن المشاركون في المنتدى، الذين زاد عددهم عن 1,100 من المسؤولين ورجال الأعمال السعوديين والأمريكيين، فكرة عقد المنتدى في مدينة شيكاغو الأمريكية، متوقعين أن يتم عقد منتديات أعمال أخرى في المملكة وأنحاء أخرى في الولاياتالمتحدة في المستقبل. واستهل اليوم الثاني والأخير للمنتدى بندوة بعنوان «فرص في قطاع الطاقة» أدارها مايكل دولان، نائب الرئيس الكبير لشركة «إكسون موبيل»، وشارك فيها المهندس منير رفله، نائب الرئيس لشؤون المواد في شركة أرامكو وبيتر أوستيفير، رئيس شركة «فلور كوربوريشن» وبول بينر، مدير حلول العمليات في شركة «هونيويل» وغيرهم. وأبرز هؤلاء في الندوة التي اكتظت بالحضور التطورات الجارية في قطاع الطاقة في المملكة حاليا، فضلا عن الكم الكبير من الفرص المتوفرة في هذا القطاع للشركات الأمريكية والعالمية الأخرى. وشدد المتحدثون على أهمية المملكة في قطاع الطاقة العالمي اليوم، مذكرين بأنها ثاني أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم بعد روسيا حاليا. وفضلا عن ذلك فإن المملكة هي أسرع دولة مستهلكة للطاقة في الشرق الأوسط الآن بسبب تزايد السكان وأعمال التطوير الواسعة الناطق الجارية فيها. وكشف النقاب في الندوة عن أن المملكة ستضخ 60 مليار دولار في أعمال الاستكشاف والحفر والتنقيب البترولي حتى العام 2014 من أجل زيادة قدرتها الإنتاجية والتصديرية. كما عقدت في اليوم الثاني للمؤتمر ندوة عن الفرص المتوفرة في مجال المياه والكهرباء في المملكة، حيث ركز المشاركون فيها على أن قطاع توليد الطاقة الكهربائية في المملكة أصبح «واحدا من أسرع الصناعات نموا في الشرق الأوسط حاليا.» شدد المتحدثون على أنه من أجل تلبية الطلب المتزايد على المياه والكهرباء في المملكة، فإن الحكومة السعودية بدأت تجربة منح شركات خاصة فرصا لإدارة بعض المشاريع الخاصة في قطاعي المياه والطاقة الكهربائية في أنحاء متعددة في المملكة. التوقيع على عدة مذكرات تفاهم تجارية بين شركات سعودية ونظيراتها الأمريكية وأدار ندوة «تلبية حاجات قطاع البنى التحتية في المملكة» المهندس زهير فايز، رئيس شركة «شراكة فايز» وشارك فيها عدد من المتخصصين ورجال الأعمال السعوديين والأمريكيين، بمن فيهم مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية السابق ديفيد ويلش الذي يرأس الآن قسم أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط في شركة «بكتل» الأمريكية الكبرى. وشدد المتحدثون في الندوة على أن الحكومة السعودية «تقوم الآن بتنفيذ خطة وطنية جريئة لتنويع اقتصاد البلاد وتعزيز العمليات والاستثمارات في جميع قطاعات الاقتصاد بما فيها البنى التحتية.» ومن بين المشاريع الرئيسية الجارية في هذا المجال توسيع مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين، وبناء ست مدن صناعية جديدة بالكامل. وإضافة إلى هذا، قال المتحدثون إن المملمكة تقوم بضخ استثمارات ضخمة في تجديد وبناء بنى تحتية جديدة في قطاعات التعليم والاتصالات والبنى التحتية الحيوية وتوليد الطاقة. وفي مجال المواصلات، تحدث المشاركون عن قيام المملكة ببناء ثلاثة خطوط سكة حديدية رئيسية دفعة واحدة، فضلا عن جهود الحكومة لمعالجة قضايا نقص الإسكان مع تزايد أعداد السكان في المملكة. وشارك في ندوة «الفرص في صناعة البتروكيماويات» المهندس محمد الماضي، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة سابك، الذي ركز على أنه رغم الهبوط الاقتصادي العالمي في السنتين الماضيتين، فإن حجم الصناعة البتروكيماوية السعودية يتوقع أن يتضاعف ثلاث مرات خلال بضع سنوات. وقال الماضي إن من المتوقع أن تصبح شركة سابك «الشركة الأكبر للمواد البتروكيماوية في العالم بحلول العام 2015م.» وعقدت في المنتدى أيضا ندوة خاصة بعنوان «المبادرة الزراعية في المملكة العربية السعودية» شارك فيها عدد من الخبراء والمسؤولين من المملكة، الذين ركزوا على أن الحكومة السعودية «واصلت الاستجابة للطلب المتزايد على الغذاء والماء نتيجة لتسارع الزيادة السكانية في المملكة.» وأشار المشاركون إلى أن المملكة بدأت إعتباراً من 2008 م بخفض التركيز على زراعة القمح داخل المملكة بسبب إحتياجه إلى كميات كبيرة من المياه، وهو ما أدى إلى تحول المملكة إلى مستوردة «رئيسية للقمح الأمريكي والسوق العالمي في محاولة للتكيف مع الطقس الفظ في المنطقة.» واشار بعض المشاركين إلى أن المملكة تسعى الآن إلى «شراء أراض زراعية خارجها لزراعة المحاصيل الغذائية في بيئات أسهل لناحية الزراعة.» وقال هؤلاء إن المملكة تشجع الاستثمار في إقامة المشاريع الزراعية الغذائية في الخارج، بما فيها مزارع الأسماك والحيوانات اللاحمة أيضا. وفي حفل الغداء الذي نظمت على هامشه ندوة بعنوان «تكوين قوة عمل للمستقبل»، شدد المشاركون فيها على أن المملكة، التي تتميز باحتوائها على نسب من الشباب هي من بين الأعلى في العالم، تعمل الآن على توفير «التدريب التقني والتعليم المتقدم للشباب السعودي لبناء قوة عمل مدربة للمستقبل.» وفي مركز هذا الجهد برنامج استثماري وطني ضخم «مصمم لإعداد الطلبة السعوديين بالمهارات الأفضل للتوظيف في القطاع الخاص.» وقال المشاركون في هذه الندوة التي افتتحها الأستاذ ماجد القصبي، المدير العام لمؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية،إن المملكة تعمل على إقامة مراكز متخصصة مصممة «للشباب السعوديين لمنحهم المهارات اللازمة التي يستطيعون من خلالها المساهمة في بناء النمو الاقتصادي للمملكة.» وقد شهد حفل الغداء أيضا توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين مؤسسات أعمال سعودية ونظيراتها الأمريكية، من بينها واحدة وقعها الأستاذ عبدالرحمن علي الجريسي رئيس مجموعة الجريسي السعودية مع شركة «ستيل كيس» الأمريكية لصناعة الحديد والفولاذ. وعقدت في نهاية اليوم الأخير من المؤتمر ندوات أخرى من بينها واحدة كرست للحديث عن بناء «مجتمع المعرفة في المملكة»، ركز فيها المشاركون على أن المملكة عبر تطبيقها للتقنيات الحديثة ونماذج الأعمال المتقدمة، «إنما تشجع على إقامة بيئة أعمال تجارية تتميز بالابتكار وروح الريادة في الأعمال والتجارة.» وترأس وزير الدفاع الأمريكي الأسبق وليام كوهن ندوة «المال والاستثمار في المملكة»، وأكد في مداخلته في الندوة على أن قطاع المال والاستثمار في المملكة «احتفظ بقوته وحيويته بصورة ثابتة في اقتصاد المملكة»، مشيرا إلى أن قطاعات الخدمات المالية والتأمين والعقارات أسهمت بنسبة 12.8 بالمائة من الناتج القومي العام للمملكة في العام 2009. وكان منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي قد انطلق يوم الأربعاء بمشاركة أكثر من 1,100 مشارك من المسؤولين ورجال الأعمال السعوديين ونظرائهم الأمريكيين في تظاهرة تجارية لم يسبقها مثيل في الماضي. وأعرب حضور المنتدى عن نجاح فكرته، مشددين على أنه ستكون هناك منتديات أخرى في المملكة والولاياتالمتحدة في المستقبل.