بين كل فترة وأخرى تقدم لنا بعض القنوات والإذاعات برامج تلبسها الثوب الرياضي والتظاهر بمناقشة قضايا الساعة وسرعان ماتتحول هذه البرامج منذ حلقاتها الاولى الى الفوضوية في الإعداد والعشوائية في التقديم مع التركيز على شخصيات معينة وكأن هذه البرامج رسمت سياستها وسيناريوهاتها وقدمت من أجلها بدليل اننا صرنا نرى مذيعين ارتبط ظهورهم باستضافة أشخاص معينين دون ان يهتموا بأي شخصية أخرى أو لاعب يستحق الاستضافة وإداري يقدم الجديد، وهذا يعكس (الاستغلالية) والتركيز على الفائدة الشخصية دون تقديم الفائدة للمتلقي الذي ينشد الحياد وتزويده بمادة تغنيه عن برامج (الشحادة) التي أصبحت تتناثر عبر الفضاء بين عشية وضحاها. مثل هذه البرامج كشفت للمتابع أن هناك مذيعين ومعدين يختارون ضيوفهم بعناية وينتقون المحاور بالطريقة التي تناسب الضيف لا التي تقنع المشاهد وتجعله يقف على الاحداث، نعم هناك مقدمون بكل اسف اصبحوا يدارون بالريموت كنترول ويوجهون وفق قناعات خاصة لذلك تأتي برامجهم (ماسخة) وتوجهها مكشوف وغايتهم مريبة، وبالامكان الحكم عليهم من خلال معرفة اسم الضيف، والغريب أن مثل هؤلاء المذيعين والمقدمين حتى لو رحلوا من قناة الى اخرى فإن ضيوفهم لا يتغيرون وكأنهم ماركة مسجلة بأسمائهم، ربما الضيف ليس له ذنب في التحليق الفضائي والاذاعي حوله ولكن القدر او ربما (كرمه) ومثاليته جعلت طيور التقديم والإعداد الجدد يحلقون حوله. نحن لانرفض أي عضو رياضي عندما يستدعي الامر استضافته لتوضيح وجهة نظر معينة أو إزالة اللبس تجاه أمر معين يهم المتابع معرفة خفاياه ولكننا ضد أن تتم استضافة من ليس لهم علاقة مباشرة بالعمل الرسمي في الاندية والاتحادات بصورة مكررة، بل إن بعضهم نتيجة بعده عن المحيط الرياضي ربما لايملك الإجابة الكافية حول الكثير من التساؤلات لذلك يكون ظهوره لمجرد الظهور فقط. نريد برامج تثقف المتلقي وتقدم له المعلومة وتوافيه بالخبر وتشبعه بالتحليل وتغريه بالمتابعة والتسمر امام الشاشة، لابرامج يستحق ان يطلق عليها مسمى (برامج الاصدقاء)هدفها المصلحة الخاصة ومطاردة الاثرياء وطلب استضافتهم، نريد برامج من طراز تلك البرامج التي يقدمها الرائع خالد جاسم في المجلس، وغيرها من البرامج التي تستحق المتابعة لا ضياع الوقت أمام الشاشة من أجل ضيف تأتي استضافته (مجاملة) أو من باب العلاقة الشخصية لا أقل ولا أكثر.