بين القصة العالمية المترجمة، والقصيدة العالمية عبر الترجمة، إلى جانب جمع أوراق الأدباء.. يظل الرسم المصاحب بالكلمات سردا وشعرا، بصحبة جمع ما تفرق في ثنايا الأيام من أوراق العجلاني، التي قدمتها المجلة العربية في كتاب احتفالي بالعدد، واحتفائي بكاتبها وأول رئيس لتحريرها.. لتأتي الرافد بروافد من الإبداع لمختارات من القصص العالمية لأنطون تشيخوف، لتأتي ترجمة قصائد من الشرق وأخرى من الغرب بمثابة رسم لطائر عالمي عبر فضاء كتاب دبي الثقافية. لكي ترسم صورة طائر وقصائد أخرى كتاب (دبي الثقافية) جاء بعنوان "لكي ترسم صورة طائر وقصائد أخرى من الشرق والغرب" في إحدى وثمانين ومئة، ضمت جملة من النصوص المختارة الشعرية التي اختارها وترجمها الدكتور شهاب غانم، الذي كان رغم سماعه بعدم إمكانية ترجمة الشعر، إلا أنه مؤمن منذ صباه بإمكانية ترجمة بعض الشعر، ترجمة شعرية تكون قادرة على تقديم ما أمكن من جماليات القصيدة، والاحتفاظ ولو بالقليل من المشاعر، التي ربما خلقت فتنة أخرى للنص من خلال ترجمته لدى قارئ هنا أو متذوق هناك.. إن ما قدمه غانم من قصائد مترجمة مرده اهتمامه البالغ بترجمة الشعر عطفا على إيمانه بأن الشعر يعبر عن روح الأمة، ولكونه ربما يكون أقصر الدروب لفهم أي أمة من الأمم، لخلق جسورا من مشاعر المعرفة الإنسانية، وما جال به من فكر، وما أنتجته من ثقافة..وهذا مما جعل المترجم لما حواه الإصدار من نصوص صاحب إيمان بما تستطيعه القصيدة المترجمة، وما يمكنها الوصول إليه من قراء خارج إطار لغتها التي نسجها الشاعر بأداة لغته، لمجتمع يعرفه، ووطن يسكنه، وفضاء يحيط به. قدم المترجم لوحة شعرية متناغمة، لعدد من الشعراء العالميين، فقد ضم الإصدار نصا بعنوان: السونتة، لوليم شكسبير، وآخر ليوهان ولفجائج (الطلاسم) وقصيدة عن سر الحب لوليم بليك، و(النرجس الأصفر) لدوردزورث، إلى جانب جملة من النصوص المتنوعة التي جاء منها: عربة الحياة، منذ أن وضعت شفتي، اقرأ بوجهي، من ترجمات رباعيات الخيام، الفتاة التالفة، في انتظار البرابرة، الدرب الذي لم أسلك، جريمة في غرناطة، الشاعر مخاطبا الموت، لآلئ، قليل من السذاجة. أوراق منير العجلاني الكتاب الذي يرافق العدد (400) من المجلة العربية، جاء بعنوان (أوراق منير العجلاني) في (192) صفحة، حيث جاء الإصدار يعكس جانبا معرفيا وآخر ثقافيا عما سطره العجلاني، من رؤى ثقافية، وتطلعات تجاه العديد من القضيا الأدبية والدينية والاجتماعية، لما يمتلكه منير من روية ورؤية في استقصاء المعرفة والبحث في تفاصيلها، أخذا بالعديد من الجوانب التي من شأنها إيضاح الصورة، والعرض الوافي لما يطرقه في دراساته المختلفة.. الأمر الذي جعل من كتابات العجلاني، عبر مقالاته حينا، وفيما يؤلفه حينا آخر، محل اهتمام القارئ، لما يتميز به بحثه من معاصرة وعلمية جادة، يسعى من خلالها جاد إلى بث روح المعرفة بأسلوب جديد يقوم على العمق في التناول، والشمولية في العرض.. حيث يقدم كتاب المجلة في عدده هذا أبرز ما يميز العجلاني فيما أشرنا إليه أنافا، وذلك من عرض لأفكار حية معاصرة، وتعدد معرفي، وتنوع ثقافي، يستلهم التاريخ مرة، ويستضيء بالتراث مرة أخرى. كتاب مجلة دبي الثقافية لقد جاء كتاب (أوراق منير العجلاني) بصدور العدد أربعمئة، من المجلة، بوصفها تبلغ العام الخامس والثلاثين، منذ صدور عددها الأول عام 1975م، فمنذ ذلك العام ومنير العجلاني صاحب ريادة فيما تقدمه المجلة العربية على صفحاتها، حتى انقطاعه عنها في عام 1983م، وذلك بسبب انقطاعه للتأليف والكتابة والتحقيق، الأمر الذي جعل من هيئة تحرير المجلة يقدمون هذا الكتاب المصاحب لهذا العدد، يأتي تكريما ووفاء لذكر منير، وتقديرا منها لإسهامه معها، وإكراما لدوره في تأسيس المجلة ورئاسته تحريرها، إلى جانب سعي المجلة فيما قدمته لهذه القامة من الإفادة مما جال به مداد العجلاني، عبر ما جمعه كتاب العربية من مقالات نشرتها المجلة لمنير في مختلف المعارف، وشتى أنواع الفنون، لتقدمه بين يدي القراء هدية متواضعة للقارئ، ورمز وفاء للكاتب. ومن المقالات التي حفل بها الكتاب: الإسلام أمام تحديات الفكر المعاصر، مواقف وبطولات (1-3) شخصيات لا تنسى، ردا على أقوال المستشرقين، الجنات المصنوعة، القروي وعرائس البحر، الدولة العظمى الثالثة!، كيف يصبح أدبنا العربي عالميا؟ عنترة في الأدب الفرنسي، التاريخ يعيد نفسه.. مختارات من القصص العالمية كتاب (الرافد) أشرف إلى عالم القراء يحمل عنوان (أنطون تشيخوف: مختارات من القصص العالمية) التي ترجمها إلى العربية: تحسين عبدالجبار إسماعيل، وقد جاء الكتاب في (220) صفحة من القطع المتوسط، الذي استهل نصوصه القصصية المترجمة بحديث عن ترجمة النتاج الأدبي الروسي، وسيرة لحياة أنطون تشيخوف، التي أعقبها أنطون تشيخوف (صورة قلمية) مكسيم غوركي.. ليعق ذلك المترجم بجملة من القصص التي قام بترجمتها والتي جاء منها: موت كاتب، المتقلب، فانكا، الجندب، البيت المائل السقوف، الارجل الذي سكن في سقيفة، عنب الثعلب، يونج.. وفي الصورة القلمية يقول عنه غوركي: في بعض الأحيان أجد في زيارته معلما يجلس أمامه على حافة الكرسي، تبدو عليه مشاعر الارتباك، يتصبب عرقا وهو يحاول أن يتكلم بحذر، محاولا انتقاء كلمات دقيقة ليبدو على قدر من الثقافة، متجنبا الظهور بمظهر السخيف، فكان كثير التساؤل، يلقي بأي سؤال.. يرد فجأة إلى أي فكرة، وأرى تشيخوف يداعب تجاعيد وجهه برؤوس أصابعه، وبهدوء يشرع في الرد مستحدما كلمات بسيطة واضحة ملأى بالحياة، تجعل ضيفه مطمئنا فتوقفه عن التظاهر بالذكاء، فيعود أكثر اهتماما بالحديث ذاته بدلا من اهتمامه الزائد بانتقاء الألفاظ. يعد أنطون بافلوفيتش تشيخوف، من كبار الأدباء الروس، إضافة إلى كونه من أفضل كتاب القصة القصيرة على مستوى القصة العالمية، إلى جانب ما تميز به من إبداعات مسرحية، فلقد كان لما كتبه من أعمال مسرحية، أثر وحضور جلي في دراما القرن العشرين، فلقد بدأ تشيخوف الكتابة عندما كان طالبا في كلية الطب في جامعة موسكو، واستمر يكتب حتى أصبح من أشهر الأدباء، إلى جانب اهتمامه بمهنة الطب ومزاولته لها.. فقد كان يقول: (الطب زوجتي، والأدب عشيقتي). كتاب المجلة العربية