تتوافر للمستثمر والمضارب الكثير من الأدوات التي بواسطتها يستطيع فحص سهم أي شركة لمعرفة مدى جاذبيته، وما إذا كان استثمارا آمنا أو يحتوي على بعض أو الكثير من المخاطر. ومن أبرز الأدوات المعروفة للغالبية العظمى من المتعاملين في السوق، مكرر الربح وقيمة السهم الدفترية، ومع أنهما مضللان في بعض الأحيان، إلا أنهما يعتبران نقطة الانطلاق لتقييم أي سهم. فربح السهم وكذلك أصول أي شركة من الممكن التلاعب بهما، فإذا كنت أحد كثير من المتعاملين الذين يلجؤون إلى مكرر الربح فمن المفضل أن تقرأ القوائم المالية بشكل جيد ومتفحص، وأن تلقي نظرة فاحصة للتأكد من أن الربح حقيقي وليس ربحا وهميا على الورق فقط، وأول خطوة يمكنك القيام بها التأكد من أن هذا الربح ناتج من التشغيل، وليس من بيع أصول للشركة مثلا أو بتأخير حساب المدفوعات أو البيع بالآجل، ومن ثم عزز ثقتك بصحة هذه الأرباح، وذلك بالرجوع إلى التدفقات النقدية من التشغيل ومقارنتها بإجمالي صافي ربح الشركة حيث يجب أن يوازي صافي ربح الشركة التدفقات النقدية من التشغيل، فإذا كانت هذه التدفقات عند أو أكثر من صافي الربح، مع بعض الاستثناءات، فإن الربح حقيقي وليس وهميا. وبالنسبة للقيمة الدفترية، فالموضوع يتوقف على مدى قناعتك بمتانة أصول الشركة ذات العلاقة، ففي المقام الأول يجب أن لا تكون الأصول من النوع الذي يتآكل بسرعة مثل الاليكترونيات أو التي تفقد الكثير مع الوقت مثل الأغذية التي لها مدة صلاحية قصيرة الأجل. وهناك مكرر جدا مفيد ولكن ربما يخفى على الكثيرين من المستثمرين الصغار، وهو مكرر النقدية والذي يقارن العائد على الاستثمار في الشركة مع البدائل الاستثمارية المتاحة. ويمكن حساب هذا المكرر بقسمة التدفقات النقدية من التشغيل على قيمة المشروع أو قيمة الشركة. والتدفقات النقدية من التشغيل يمكن الحصول عليها من قوائم الشركة المالية، وإذا كانت سالبة للعام الذي يجري فيه التقييم لأسباب وجيهة، يمكن الرجوع للتدفقات النقدية من التشغيل للعام الماضي، وهي وسيلة تقريبية، والخطوة الثانية هي حساب قيمة الشركة الحقيقية وذلك بإضافة المديونيات طويلة الأجل للشركة إلى قيمتها السوقية وطرح النقدية في قائمة المركز المالي من هذا المجموع. وبعد الحصول على مكرر النقدية نقارنه بعائد سندات الحكومة أو الخزانة لمدة 10 سنوات، فإذا كان مكرر النقدية أقل من أو عند عائد سندات الحكومة لمدة عشر سنوات، ويعتبر سعر السهم عند التقييم عادلا، على أن يتم شراؤه بأقل من السعر وقت التقييم، بل الانتظار حتى ينخفض بنسبة لا تقل عن 10 في المائة. وفي حال جاء مكرر النقدية أفضل بنسبة 20 إلى 30 في المائة من عائد سندات الحكومة أو الخزينة لمدة 10 سنوات، فيعتبر سعر السهم وقت التقييم جاذبا بكل المقاييس.