ماذا عساي أن أقول عندما رأينا أرقام الترشيح للوظائف التعليمية وللمرة الرابعة عذراً لكِ (لم يخرج رقمك) هذا ماقالته زميلة هديل، فما لي من حيلة إلا أن اهز كتفي وأردد قولتنا المشهورة( طارت الطيور بأرزاقها) لكن او كلما مرة سأقول ذلك ..فتاة درست بل شربت ألفية ابن مالك واثقلها علم الخليل ومعجمه وصالت وجالت مع فرسان الجاهلية وصعاليكها وسهرت على كتب النقد بقديمها وحديثها وحلمت بفارس احلامها (المتنبي)لما اشبعت بحثا فيه واستيقظت على نغم حلو وزخات مطر موسيقية عيناك غابتا نخيل ساعة السحر أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر وعلى أنغام معاصريه كذلك أُرهقتْ من دراسة الكتب التربوية في مرحلة المراهقة واهم من ذلك كله غدوها ورواحها وقلقها وتوجسها واحلامها وآمالها اسأل ممن هو قليل بضاعة في العلم اسألكن طالباتي طالبات الصف الاول الابتدائي فتاة درست مادرست أيكون مكانها امام طابور الصف الاول الابتدائي وكل صباح .....اصمتي ياسارة... وتساعد رنا في حمل حقيبتها وتسلم على يارا وتردد معهن انشودة الصباح الوطني (تلك إذن قسمة ضيزى) وقضيتي ليست ذلك فحسب بل عملي في مدارس اهلية ذات مرتب زهيد جدا مع من في مثل حالي وعقد بيد مالكي برضاه او سخطه بقائي وزوالي شئت ام أبيت لكني اصمت وسأصمت لأجل شيخ شاب وكبر وامرأة دكتهما السنون فضعفت صحتهما وتركا من ورائهما ذرية ضعفاء لايقدرون على شيء