جهود مضنية يبذلها العاملون في برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة لتوعية المجتمع بمضار التدخين على المدخن خاصة والمجتمع عامة بهدف الوصول الى بيئة نقية ومجتمع صحي سليم معافى من الامراض الناتجة عن التدخين رغم دعايات شركات التبغ المتعددة واساليبها المختلفة المغرية لجذب اكبر عدد من الشباب للوقوع فريسة هذه العادة السيئة، حيث تعدد انشطة العاملين بالبرنامج لتثقيف المجتمع حسب فئاته العمرية ونوعية جنسهم ودراساتهم او نوعية عملهم حسب كل مهنة الى جانب الدراسات الوطنية والبحوث الميدانية التي يجريها بصفة دائمة بالاضافة إلى مشاريع التطوير والتوسع في خدمات الاقلاع عن التدخين.. ولعدم اطالة الحديث نترككم مع لقائنا بالدكتور ماجد بن عبدالله المنيف المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة لالقاء الضوء على الاعمال والبرامج التي ينفذها البرنامج استعداداً لليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي ستنطلق فعالياته يوم (31) مايو والشعار الذي ابتكرته الصحة لهذا العام للعمل بموجبه الى جانب شعار منظمة الصحة العالمية: * أشرتم في حديث سابق عن دراسة تنفذها وزارة الصحة بخصوص معدلات التدخين، ما هي هذه الدراسة؟ بناء على توجيهات معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة وبمتابعة مستمرة من قبل وكيل الوزارة المساعد للطب الوقائي الدكتور زياد ميمش في مكافحة عادة التدخين وتوعية المجتمع للتخلص منها ومن اضرارها، بالفعل ينفذ برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة حالياً عدداً من الدراسات الوطنية الحديثة لتحديد معدلات التدخين بالإضافة إلى مراجعة العوامل التي تحيط بممارسة هذه العادة الضارة بالصحة، وهذه الدراسات تشمل فئات طلبة المدارس وطلاب وطالبات الكليات الصحية بالإضافة إلى المسح الشامل للمجتمع السعودي كل ذلك يتم على أسس علمية معتمدة دولياً بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية مكتب إقليم شرق المتوسط (الامرو) ومركز السيطرة على الأمراض بالولايات المتحدةالأمريكية. وأياً ما كانت معدلات التدخين التي سوف تتضح من خلال الدراسة الوطنية الحديثة فإنها ستكون قاعدة للانطلاق نحو تحديث الخطة الاستراتيجية لمكافحة التدخين في المملكة لتكون شاملة وموجهة نحو التركيز على أكثر السبل والطرق جدوى لحماية المجتمع من التدخين وأضراره. أما المعدلات المعتمدة حالياً فترجع إلى العام 2007 حيث تشير إلى أن معدل التدخين بين النساء 5-6% وبين الرجال بمعدل 35%، كما أن معدل من يدخن الشيشة من النساء في المرحلة الدراسية المتوسطة في تلك السنة 2007م كان 3.7%، في حين كان المعدل بين الطلاب الذكور هو 8.7%. * ماذا عن جهودكم في مجال التوعية هل هناك تركيز على مجالات معينة؟ هناك أنشطة وحملات موسعة تم اعتمادها لهذا العام 1431ه والمرحلة المقبلة القريبة في برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة، وندعو الجهات العاملة في مكافحة التدخين الأخرى للاهتمام بها والتركيز عليها وتتمثل في ثلاثة مجالات هي: تكثيف التوعية حول أضرار الشيشة، التركيز على أضرار التدخين غير المباشر (التدخين السلبي)، بالإضافة إلى التركيز على أضرار التدخين على المرأة بصفة خاصة. المنيف يتحدث للزميل بخش وهذا لا يعني بالطبع إغفال المجالات الأخرى فيما يخص التوعية العامة إلا أن لتلك المشاريع الثلاثة السابقة تركيز خاص. * ما هو دوركم تجاه توعية المرأة المدخنة وكيف ستفعل الصحة دور المرأة في مكافحة التدخين؟ أحب أن أشير إلى ان هناك توجها تم نحو حماية المرأة من الوقوع في آفة التدخين ومساعدة المدخنات للإقلاع عن تلك العادة ومن ذلك ما كان من استقطاب عدد من الكوادر النسائية المؤهلة في مجالات الصحة العامة وعلم النفس والتوعية الصحية للمساهمة في إعداد وتنفيذ المشاريع التوعوية موجهة للمجتمع النسائي، بالإضافة إلى الرغبة في تطوير وتفعيل دور المرأة في مجال مكافحة التدخين ولذا يتم حالياً الإعداد لتنظيم الملتقى الأول ل (دور المرأة في مكافحة التدخين) سيتم فيه دعوة عدد من المتخصصات الأكاديميات والتربويات والإعلاميات بالإضافة إلى الكوادر الطبية المتخصصة. * يتردد في بعض التقارير الإعلامية بأن شركات التبغ استطاعت خداع النساء. كيف ترون ذلك؟ اليوم العالمي لمكافحة التدخين لهذا العام (2010م) يركز على حماية المرأة من أضرار التدخين ومن حيل وخداع شركات التبغ، وبالنسبة للمملكة فإن وزارة الصحة أطلقت شعارها على النحو التالي: (التدخين وباء: دمر الرجا .. ويستهدف اليوم النساء)، حيث تشير التقارير إلى أن هناك حملات تسويقية متصاعدة لشركات التبغ لاصطياد زبائنها من النساء وموجهة بشكل خاص للنساء في البلدان النامية، وبالذات بقارة آسيا، والهدف من ذلك أن تزيد من معدلات التدخين التي كانت منخفضة تاريخيا بين النساء. ومن ابرز الحيل التي تعتمد عليها صناعة التبغ هو استهداف النساء عبر استراتيجية ترويجية تربط بين التدخين والأنوثة والرقي والاستقلالية على النمط الغربي. كما بدأت في تصنيع ونشر ماركات جديدة مخصصة للنساء، بالإضافة إلى استهدافهن عبر مشاهد التدخين بشكل جذاب ودعائي في الأفلام والدراما السينمائية، وكيف أن هذه الإعلانات تساوي بين تحرير المرأة وحريتها وبين إشعال سيجارة. وهي صورة ضارة فعلا. * ماذا عن الدراسة الخطيرة التي تحذر من وفاة الأطفال بسبب أمهات مدخنات؟ من المواضيع المقلقة عالمياً هو أثر تدخين المرأة على أطفالها، لكن في دراسة حديثة لافتة جداً أظهرت أن تدخين الأمهات هو السبب الرئيسي في وفاة أطفال المهد، حيث أكدت الدراسة التي نشرت نتائجها في بريطانيا أن التدخين هو السبب الرئيسي في وفاة أطفال المهد (الأطفال الخدج) وأظهرت الدراسة أن تسع أمهات من كل عشر يموت أطفالهن في المهد كن يدخن خلال فترة الحمل. وذكرت الدراسة التي تعد الأكثر أهمية في الموضوع أن النساء اللائي يدخن خلال فترة الحمل يصبح أطفالهن أكثر عرضة للموت في المهد بنسبة تفوق بأربعة أضعاف أطفال النساء اللائي لا يدخن وتوصلت الدراسة إلى نتائجها من خلال أدلة أثبتها (21) بحثا في مختلف أنحاء العالم عن التدخين وموت الأطفال في المهد، وقال الدكتور بلير - الباحث الرئيسي - إنه ما دام التدخين يؤدي إلى وفاة الأطفال في المهد فيعتقد أنه إذا توقف الآباء عن التدخين فإن نسبة الوفاة في المهد ستقل ب(60%)، وأكد أنه يجب أن ينظر إلى التدخين على أنه عمل ضد المجتمع بما يشكله من خطر جوهري وغير مقبول، وركزت الدراسة على بحث كون الآثار خلال فترة الحمل وبعد الولادة تؤثر على كيمياء المخ لدى الأطفال والأجنة، وقال البروفيسور روبرت ويست إن هذه النتائج سوف تعطي دفعة للنداءات لمنع الوالدين من التدخين في المنزل حال وجود الطفل.