تحبذ الفنانة السعودية مريم أبو الحسن اختيار (المرايا) من دون جميع قطع الديكور والأثاث المنزلي لإعادة إنتاج هذا الزجاج المصقول بصورة جمالية، مرصعة المرآة بأسرار الثقافات والحضارات القديمة، كما جسدته في معرضها (أسرار الشرق) الذي أقامته مؤخرا في العاصمة البحرينية المنامة، وسط حضور كبير لجمهور الفنون البصرية الحديثة إلى جانب نقاد وإعلاميين وصحفيين. وحول دافعها لاختيار (المرايا) تشير أبو الحسن المتخصصة في فن التصميم الداخلي؛ قائلة: إن موضوع عمل مصممة الديكور في الأساس هو المنزل، والمرايا من القطع التي نقابلها يوميا في البيت، مما دفعني لتأسيس علاقة فنية وجمالية مع هذه القطعة من خلال اقتراح أشكال جديدة من جهة وأيضا عبر استلهام هذه الأشكال من تاريخ الحضارات القديمة من الفينيقية والآشورية وحتى السبئية والحميرية، وذلك بعد أن أمضيت مدة في البحث في طرق الكتابة والحروف، كالحروف الحميرية على سبيل المثال التي تضمنها أحد أعمال المرايا في المعرض. وتؤكد الفنانة أبو الحسن أن وجود مرايا مطعمة بنقوش الحضارة القديمة يعني وجود رموز حضارية أمام الإنسان كل يوم، الأمر الذي يعد ملهما له ويحمله مسؤولية كبرى لحمل مشعل الحضارة وهو في آن قد يحرجنا لأننا نحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد والعمل كي نصل إلى ما توصلت إليه الحضارات الحديثة والقديمة. وقد أعادت مريم أبو الحسن فكرة معرضها (أسرار الشرق) الذي جاء حافلا بالنقوش والمزركشات التي أطرت المرايا، إلى زيارتها لأحد المحلات التراثية في مدينة الخبر ومن ثم دراستها العميقة لنقوش الحضارات الكبرى في التاريخ. يذكر أن أبو الحسن قد أقامت معرضها الشخصي الأول في دار البارح بالبحرين ولها مشاركات في العديد من المعارض المحلية والدولية، وتسعى لإقامة معرضها الشخصي الثالث قريباً في مدينة جدة. !