بالتوازي مع"شعاع شمس حبك"، و"تقاطع طرق"، تعتبر هذه الأغنية أحد أبرز أعمال فرقة كريم الانجليزية، محققة مركزاً متقدماً ضمن العشرة الأفضل في القوائم الأمريكية، والثلاثين في القوائم البريطانية، ولتجعل لنفسها مكاناً في قائمة الرولينغ ستون الشهيرة لأفضل خمسمائة عمل غنائي في التاريخ الحديث. بنية الأغنية التي افتتح بها ألبوم "عجلات النار" ليست مألوفة في نسقها، فاللحن الذي كتبه عازف الغيتار المساند جاك بروس كان سابقاً لكلمات القصيدة الغنائية التي كتبها الشاعر الانجليزي بيت براون. جمع براون مقاطع رباعية مقسمة بتفريعات ثلاثية سريعة مليئة بالحيوية، معتمدة بشكل طليق وغير مباشر على رؤى ذهنية كونها في فترات مختلفة من فترة سكنه بشقة جديدة بقرب إحدى محطات القطار بلندن. لكن هذا ليس اللافت للنظر فقط، فهناك البناء غير الاعتيادي لشارة توقيت المدخل، عبر الكورال المتماسك مع نقرات الطبول المدروسة والنغمات الرعدية للغيتار المساعد الذي افتتح بها جينجر بايكر الأغنية وحرك بها الجسر، وربط بها مقاطع القصيدة الغنائية. كل هذا بمعزل عن أداء الغيتار الرئيسي والعزف المنفرد الذي قام به وبجدارة اشتهر بها إريك كلابتون، الذي قام بتعديل غيتاره بآلة، يقول إنه استوحاها من جيمي هيندريكس العبقري الذي طور الغيتار ووسع من أنماط موسيقاه. كلمات القصيدة التي تجعل من غرفة بيضاء بستائر سوداء، مسرح حديث النفس والمونولوج العميق الذي كتبه بيت براون، مستفيداً من مكانه الجغرافي لكي يكتب عن معاناته ووحدته، وفقدانه الحب كما يبدو من خلال الأبيات الأخيرة، توحي بإحباط عميق للغاية وسوداوية تبدو متناقضة مع اللحن وعنوان القصيدة، وعلى الرغم من أنه يختلط بالجموع في آخر الأبيات، إلا أنه يصر على الانتظار وحيداً في ذلك المكان الذي لا تصله الشمس وحيث تفر الظلال من بعضها. العديد من النقاد يعتبرون هذا العمل ميراثاً لفرقة كريم التي كانت تعاني خللاً كبيراً في تواصل أفرادها مع بعضهم البعض، الأمر الذي جعلها تنفصل في وقت مبكر جداً، مع أنها حققت أعمالاً تاريخية، كان سببها عبقرية أفرادها، وعلى رأسهم كلابتون. ظهرت الأغنية في العديد من أعمال السينما والتلفزيون مثل المسلسل الأمريكي "الحاشية"، والمسلسل البريطاني "الحياة على مارس"، كما ظهرت في لعبة الفيديو التي أنتجتها كونامي "ثورة الروك"، والتي لم تحقق أي نجاح. كما أنها أعيدت مراراً وتكراراً وبتوزيع مختلف على يد العديد من الفنانين مثل رينجو ستار عضو البيتلز، والأمريكية شيريل كرو. كما ظهرت في أحد إعلانات شركة "أبل" لجيل كمبيوتراتها آي ماك البيضاء، وهو ما كان مستغرباً بسبب موضوع الأغنية السوداوي على الرغم من وجود اللون الأبيض ضمن كلمات القصيدة.