هذا العالم يتشكل بصورة جديدة.. وجذرية.. ومختلفة.. ** فالإرهاب وإن استفزه.. واستنزف قواه.. وقدراته في السنوات الأخيرة.. ** والتنمية وان تعثرت كثيراً.. بفعل توجيه الكثير من إيرادات الدول والشعوب وجهة دفاعية.. وليست استثمارية.. ** إلا ان ذلك لم يكن كافياً لتحريض العقل البشري على التفكير بصورة خلاقة.. وجديدة.. وغير مألوفة .. ** لكن (بركان ايسلندا) الرهيب.. أطلق - من وجهة نظري- صفارة إنذار مزلزلة .. لإيقاظ العالم من غفوته.. وإخراجه من دائرة الأزمة المالية والاقتصادية.. ومن تبعات حروب المجتمعات ومواجهتها الضارية للإرهاب.. إلى التفكير فيما هو أخطر.. وأصعب.. وأبعد تأثيراً على مستقبل الإنسان .. وتطور المجتمعات .. لسنوات طويلة.. ** هذا البركان.. بكل ما أدى إليه من خسائر مهولة.. ضربت اقتصاد العديد من الدول في العمق.. سوف يتكرر في أكثر من موقع من الكرة الأرضية وسوف يعطل أوجه الحياة في العديد من دول العالم.. ويشل حياة شعوبها.. في أي لحظة.. ولفترة زمنية قد تطول وقد تقصر.. ** كما ان ظواهر طبيعية أخرى.. قد تقع وتتجاوز في خطورتها ما أحدثه بركان ايسلندا من أخطار على حياة الناس ومن تدمير لاقتصاديات العديد من الدول.. سواء كانت تلك الأخطار قادمة من البحار والمحيطات.. أو من الأجواء الملوثة بفعل تعرض المناخ لما هو أشد خطورة على حياة الإنسان.. أو من تدفق السيول والفيضانات والأعاصير الجارفة.. ** هذه الظواهر محتملة الوقوع.. قد تدفع عقل الإنسان إلى استكشاف عوالم جديدة.. وربما تدفعه إلى الهرب من كوكب الأرض إلى تلك العوالم الأخرى.. وبالتالي تغير أساليب الحياة ووسائل الانتقال.. وسبل العيش بصورة جذرية.. سواء في عوالم الفضاء الخارجي أو في عالم ما تحت الأرض.. أو في عالم ماوراء الطبيعة أيضاً.. ** كل ذلك وارد .. ومحتمل.. ومتوقع.. ** وفي نفس الوقت فإنه يُؤذن بتغيير نمط التفكير الإنساني.. في الاتجاه الذي يمكّن الإنسان من اكتشاف حلول وبدائل بحيث لايقف عاجزاً عن تسيير حركة الطيران.. والانتقال بين قارات الدنيا لعدة أيام.. وربما أسابيع.. وربما أكثر من ذلك كثيراً في المستقبل.. ** ترى.. ** هل فكرت الجامعات.. ومراكز الأبحاث.. ومصادر المعلومات والدراسات الإستراتيجية في كل هذه الأمور.. وهي تتابع خسائر العالم المترتبة على هذه الأزمة الكارثية الجديدة ؟! *** ضمير مستتر: ** (هناك من يعيشون حياة الاسترخاء إلى درجة التبلد.. وهناك من يسبقون عصرهم في التفكير فيما وراء الطبيعة وأهوالها).