شهد منتصف الأسبوع الحالي نتيجة تاريخية هي الأولى من نوعها في - تاريخ - ديربي العاصمة بين العملاقين النصر والهلال بفوز الأخير بخمسة أهداف. إذ لم يسبق ان ظهر هذا الرقم طوال مشوار لقاءاتهما على مدى (46) عاماً وتحقق أخيراً ل «الزعيم» وهو يعيش عصره الذهبي كأقوى الأندية وأكثرها هيبة باعتباره بطل الدوري وحامل لقب كأس ولي العهد وخسر نهائي كأس الأمير فيصل بشرف ويسير اليوم بخطى ثابتة في مشواره الآسيوي.. ولهذا فلا غرابة ان يسحق هذا الفريق الممتع غريمه التقليدي بهذه النتيجة الثقيلة غير المسبوقة وطرزها بمستوى بديع وأداء فني أخاذ أمتع من خلاله نجوم الهلال عشاق الكرة وجماهيرهم الغفيرة التي استمتعت بأدائهم المتطور واتباع مدربهم الداهية «غيرتس» الأسلوب الحديث في اللعب بنقل الكرة من لمسة واحدة وتبادل التمريرات القصيرة بدقة وإتقان بعيداً عن التمريرات الطويلة الخاطئة التي تنهك اللاعب وتضعف من فاعلية الفريق وبناء الهجمات بطريقة مضمونة ومريحة للاعب وهو ما أوقع لاعبي النصر في حيرة من أمرهم ولاحظناهم في الشوط الأول يقفون موقف المتفرج عاجزين فنياً عن مجاراة لاعبي الهلال في أسلوب لعبهم أو الاستحواذ على الكرة من بين أقدامهم. فضلاً عن التواجد العددي المكثف للاعبي الهلال وسط الملعب وداخل منطقة الجزاء النصراوية بفاعلية كبرى ومهارة فردية عالية لأفراد المقدمة وزادها جمالاً الانسجام الواضح والكبير بين أفراد المجموعة الزرقاء وخصوصاً في التحركات الميدانية. لكن «الزين ما يكمل» كما يقول المثل.. فقد ظهرت الاشكالية الهلالية المتكررة وتتمثل في حالة الارتخاء والتهاون عندما يتقدم فريقهم في النتيجة مثلما حدث في هذه المباراة المجنونة بأهدافها الثمانية.. حين تقدم الهلاليون ب (4/صفر) حتى الدقيقة (61) ثم وضعوا أنفسهم في موقف محرج للغاية حتى الدقيقة (88) والأهداف النصراوية الثلاثة تتوالى على مرمى الشاطر حسن!!بمعدل هدف للعالمي كل تسع دقائق وسط حضور معنوي عال وحماس كبير وروح وثابة سيطرت على أفئدة أفراد النصر قبل ان يستيقظ العملاق الروماني رادوي - نجم المباراة الأول - ليعيد التوازن النفسي لزملائه والأمور الزرقاء إلى نصابها الصحيح بهدفه الخامس والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة محرزاً هدفاً صعباً خلد اسمه بمداد من ذهب في تاريخ ناديه وجسد واحداً من أجمل الأهداف التاريخية في أهميته.. وجماله وبعد المسافة التي انطلق منها صاروخ الروماني رادوي من منتصف ملعب النصر ليسجل به إنجازاً تاريخياً جديداً ل (فارس الجزيرة) أمام غريمه الأبدي (فارس نجد) في بطولتهما الاعتبارية الخالدة.