نجح المؤشر العام للسوق السعودية في اختتام أسبوعه الفائت بقمة جديدة تعد هي المستوى الأعلى للمؤشر العام منذ 11-10-2008، وقد تزامنت هذه القمة السعرية للمؤشر العام مع تحقيق قمة جديدة للسيولة على مستوى تداولات العام الحالي باقترابها من مستوى 5.5 مليارات ريال والتي تعد الأعلى منذ 8-11-2009. السيولة المتداولة استمرت في الصعود لخمسة أيام متتالية بدأت منذ الأربعاء ما قبل الفائت حتى بلغت قمتها خلال تداولات الثلاثاء الفائت، ليتوقف هذا المسار الصاعد للسيولة خلال تداولات الأربعاء. واللافت للنظر أن أعلى ارتفاع شهده المؤشر خلال الأسبوع الفائت كان خلال تداولات السبت بسيولة هي الأقل خلال الأسبوع، بينما لم يحقق ارتفاع السيولة في بقية أيام الأسبوع ارتفاعات تذكر للمؤشر العام، حيث طغت التداولات في نطاقات ضيقة على أداء المؤشر العام، ما يعني وجود عمليات تدوير على الأسهم القيادية سيتضح الهدف منها خلال تداولات هذا الأسبوع. المؤشر العام فنياً تعكس حالة الشموع للأيام الأربعة الأخيرة من الأسبوع الفائت حالة الحيرة لدى المتداولين، والذي أدى إلى عمليات تدوير مضاربية شهدتها الأسهم القيادية والمتوسطة خصوصاً التي شهدت موجة من الارتفاعات خلال الفترة الماضية. ولم تستطع السيولة رغم ارتفاعها في دفع المؤشر العام لمستويات بعيدة عن المستويات المسجلة بداية الأسبوع وهو الأمر الذي انعكس على مؤشرات العزم التي لازالت قرابة مستوياتها الدنيا خلال هذه الموجة كما يظهر من خلال الرسم البياني. ويتضح من الرسم البياني كذلك استمرار المؤشر العام داخل قناته الصاعدة الفرعية والتي يمثل مستوى 6845 دعماً لها ويزيد من أهمية هذا المستوى كونه قمة سابقة سبق للمؤشر التراجع منها، بينما يعد مستوى 6983 أهم مقاومة تعترض المؤشر حال الصعود حيث يمثل اختراقها والإغلاق أعلى منها تأكيداً على إيجابية المؤشر للفترة المقبلة. وبطبيعة الحال فإن فترة الإعلانات التي يمر بها السوق حالياً ستلعب دوراً مهما في توجهات السوق المستقبلية خصوصاً أن الأسهم القيادية الأكثر تأثيراً على المؤشر العام لم تعلن بعد عن نتائجها المالية للربع الأول من هذا العام وهو الأمر الذي قد يفسر التذبذبات الضيقة لهذه الأسهم بالرغم من ارتفاع أحجام التداول عليها. ومن المرجح فنياً أن يشهد المؤشر تراجعات متوسطة في حال اصطدامه بمستوى المقاومة الموضح على الرسم البياني، وتمثل المستويات 6845 – 6738 – 6630 أبرز دعوم المؤشر على التوالي في حال دخل المؤشر في موجة هابطة. السيولة المتداولة شهد الأسبوع الفائت أعلى سيولة أسبوعية لهذا العام متجاوزاً القمة السابقة عند مستوى 19.14 مليار ريال ليرتفع بذلك متوسط السيولة الأسبوعية واليومية كما يظهر الجدول المرفق. ولكن السيولة الأسبوعية لم تنجح في دفع المؤشر نحو الصعود بشكل كبير، فالسيولة الأسبوعية تجاوزت متوسطها بقرابة 33% إلا أن المؤشر العام لم يرتفع إلا بنسبة 2.12%، وبالتالي فإن تداولات هذا الأسبوع ستكون اختباراً حقيقياً للسيولة حيث ستتضح ملامح توجهات سيولة الأسبوع الفائت المرتفعة، فاستمرار السيولة في الارتفاع مع تحقيق قمم جديدة للمؤشر يعكس رغبة المتداولين في الشراء بينما يعكس استمرار المؤشر في التذبذب في نطاقات ضيقة مع ارتفاع للسيولة حالة من عمليات التدوير قد يعقبها موجة من جني الأرباح، تجدر الإشارة إلى أن مستوى 6100 مليون ريال هو المقاومة الصعبة للسيولة المتداولة على مستوى التداولات اليومية. الأسهم القيادية يعد سهم سابك أكثر الأسهم القيادية دعماً للمؤشر خلال الفترة السابقة بعد تجاوزه لمعظم مقاوماته وتحقيقه لمستويات سعرية جديدة لم تسجل منذ أكثر من العام ونصف، فيما بقيت الأسهم القيادية الأخرى تدور حول مستوياتها التي سجلت خلال الأسابيع الفائتة. وبالتالي فإن استمرار المؤشر في الصعود خلال الفترة المقبلة قد يكون بدعم من أسهم القطاع المصرفي بشكل أكبر. ويوضح الجدول المرفق أبرز نقاط الدعم والمقاومة للأسهم القيادية.