في الأسطوانة الأخيرة للمغني عبدالكريم عبدالقادر "انتظرتك 2010" تحمل الأغنية المعنونة بها هذه الأسطوانة دلالات موحية في التحول العاطفي حيال معالجة موضوعة الحب والموقف من الحبيب. وإذا وضعنا تحديداً لهذه الدلالات فيمكن الاعتماد على ما توحي به أغنية "انتظرتك" (كتبها: خالد البذال ولحنها: عبدالرب إدريس) على مستوى شكل الأغنية ومعالجتها في الموضوع وفكرة اللحن ونحوه. ولعلنا إذا ما استعرضنا حالة التسامح المنطوية في احتمال الحبيب وانتظار عودته، وهي الموضوعة (أو الثيمة) المرتكزة عليها الأغنية وهذا ما سيطر على سلالم النغم وموازين الإيقاع ونهج الأداء فإنها تحيلنا إلى جمالية الانتظار المخفية لحالة التسامح مقابل جمالية التضحية التي تخفت وراء حالة الغضب في أغنية "أنا آسف" عام 1989 ( كتبها فايق عبد الجليل ولحنها محمد شفيق). "انتظرتك ليل في عيون السهر انتظرتك شوق ما يقوى الصبر يا ضياع العمر باسبابك كل شي غاب في غيابك حتى فرحي عيّا في دربك يمر انتظرتك ليل.." يحتفي النص بالانتظار باعتباره قيمة أخلاقية وجمالية في التعامل أو سلوك الحب في التغاضي والأريحية مع الحبيب وهي حال من النضج والرشد العاطفي! غير أن استعراض العمل الذي افترضناه يسجل ما قبل هذا التحول العاطفي الناضج فيمكن أن نتذكر من العمل: "أنا اللي يوم تمنيتك ترجيتك وناديتك أنا اللي قلت لك كل الفرح بيتك تعب صوتي.. ومليتك تعب قلبي.. وخليتك حبيبي .. لا أبد مو انت ذاك اللي تمنيتك أنا آسف .. أنا آسف اذا في يوم حبيتك " وبرغم سرعة الإيقاع في الثانية إلا أن النص يتوازى مع السابق في وضع صورة تضادية بين القول والفعل ففي الأغنية الأولى تربط الفرح بوجود الحبيب عن تجربة "حتى فرحي عيا في دربك يمر" مقابل استشراف الحب كلامياً في نص الأغنية الثانية "أنا اللي قلت لك كل الفرح بيتك" ما توحي بأن هذا الكلام حمل جديداً وصار شعوراً مسلكياً في هذه العلاقة العاطفية.