استضاف مجلس الغرف السعودية أمس وفداً تجارياً أمريكياً رفيع المستوي يضم كبريات الشركات الأمريكية برئاسة وليام كوهين وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، وذلك في إطار زيارة يقوم بها الوفد الأمريكي للمملكة هذه الأيام يجري خلالها لقاءات مع أصحاب الأعمال السعودية لمناقشة أوجه التعاون في عدد من المجالات التجارية. وتركزت مباحثات الوفد الأمريكي مع رجال الأعمال السعوديين في مجلس الغرف على بحث أوجه التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات ومجال الخدمات المصرفية والطاقة ومشاريع تحلية المياه ، غير أن الاهتمام انصب بشكل كبير على قطاعي الاتصالات وتقنية المعلومات والخدمات المصرفية حيث أكد الجانبان على ما يمثله هذان القطاعان من فرص استثمارية كبيرة. وقال نائب رئيس مجلس الغرف السعودية عبدالرحمن الجريسي بان الولاياتالمتحدة تعد من أهم الشركاء التجاريين للمملكة مؤكدا على أهمية دور قطاعي الأعمال في البلدين في الدفع بجهود تعزيز العلاقات الاقتصادية ، وأشار للحجم الكبير لسوق المملكة كأكبر الأسواق في منطقة الشرق الاوسط وما تتمتع به المملكة من بيئة اقتصادية واستثمارية مميزة وعدم تأثر الاقتصاد السعودي بالأزمة المالية العالمية نتيجة للسياسات الاقتصادية والمالية الحكيمة التي انتهجتها المملكة في ظل قيادة وتوجيهات خادم الحرمين الملك عبدالله. وقال الجريسي ان وفدا سعوديا رفيع المستوي سيتوجه بعد أسبوعين لشيكاغو لعقد منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي والذي ستعرض المملكة من خلاله على الجانب الأمريكي عددا من الفرص الاستثمارية ومن المتوقع أن يتم خلال هذا المنتدى توقيع اتفاقيات تعاون بين الجانبين السعودي والأمريكي في عدد من المجالات. من جانبه أكد وليام كوهين وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ورئيس الوفد الأمريكي على عمق ومتانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين وما تمثله المملكة من قوة اقتصادية نتيجة لاتباعها سياسات اقتصادية حكيمة، وأشار لما لمسه من تغيرات ايجابية فيما يتعلق بالبيئة الاستثمارية المشجعة من حيث القوانين والأنظمة، موضحاً بأن الغرض من الزيارة هو بحث السبل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون بين قطاعي الأعمال في الولاياتالمتحدة والمملكة والتعرف على المعوقات التي تواجه رجال الأعمال في البلدين والعمل على إيجاد حلول لها بالتعاون الوثيق مع الجهات المعنية في البلدين. وقال بأن سفارة الولاياتالمتحدة بالمملكة بذلت جهودا كبيرة لتسهيل إجراءات حصول السعوديين على تأشيرات الدخول في إطار جهود تهيئة الظروف الملائمة لدعم وتطوير علاقات البلدين. وحول تعليقه على إعلان خادم الحرمين قبل يومين عن إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، قال كوهين بأن مثل هذه المشروعات تخدم ليس المملكة فحسب بل المنطقة وبخاصة الدول المجاورة، مشيرا لما يوليه العالم من أهمية لموضوع الطاقة البديلة وما توفره من مصادر جديدة للطاقة وما يعنيه ذلك من حفاظ على البيئة وهو توجه عالمي تعمل على تحقيقه جميع دول العالم. وقال بانه يجب العمل على بحث مجالات تعاون جديدة بين المملكة والولاياتالمتحدة وفهم الطرق السليمة لسبل تطوير علاقات البلدين متوقعا بأن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التعاون والمشروعات في ظل رغبة مشتركة للجانبين على مختلف المستويات. ووجه السفير الأمريكي لدى المملكة شكره لمجلس الغرف السعودية على عقد اللقاء وقال بان التحديات المشتركة للبلدين تفرض عليهما تعزيز علاقاتهما في المجال الاقتصادي أكثر من أي وقت مضي. وفيما يتعلق بما أثاره بعض رجال الأعمال حول موضوع التأشيرات والصعوبات التي يواجهها السعوديون للحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة قال السفير الأمريكي بأن فترة الحصول على التأشيرة تختلف وفقاً لآليات مختلفة تتبعها السفارة وهي من أسبوعين لشهرين على أقصي حد. واستمع المشاركون في اللقاء لعرض عن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمملكة وما تتوفر في هذا القطاع من فرص استثمارية وما يتمتع به من ميزات نسبية، إضافة لعرض آخر وقطاع الخدمات المالية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك بغرض التعرف على الفرص الاستثمارية ومجالات التعاون المتاحة في هذه القطاعات. وتضمن برنامج اللقاء حوارا مفتوحا بين ممثلي الشركات السعودية والأمريكية تعرف من خلاله الجانبان على طبيعة ومجالات عمل الشركات المشاركة في اللقاء وفرص التعاون والشراكة التي يمكن عقدها بين الجانبين.