يركز المختصون هذه الفترة وعلى جميع المستويات على أهمية فيتامين (د) وضرورة توفره في الجسم عن طريق التعرض للشمس يومياً للحصول على هذا الفيتامين الثمين. ومنذ سنوات قليلة مضت، بل ولعدة عقود سابقة كان الأطباء يوصون بتناول زيت كبد الحوت كمصدر لفيتامين (أ) وفيتامين (د) معاً. ولكن الأبحاث الحديثة أثبتت خطأ ذلك الاتجاه. فقد نشرت المجلة الطبية البريطانية The British Medical Journal هذا العام بحثا يحتوي على عدّة نقاط بالغة الأهمية فيما يخص هذا الفيتامين. وأولها أن انخفاض مستويات فيتامين (د) يعتبر عامل خطر يرتبط بالإصابة بسرطان القولون. والنقطة المهمة الثانية هي أن تناول فيتامين (أ)، وحتى ولو بكميات بسيطة، يعيق عمل فيتامين (د)!! وهذه البحث الذي أجرته المجلة الطبية البريطانية هو أكبر دراسة يتم إجراؤها وتثبت كون فيتامين (أ) يعيق عمل فيتامين (د) حيث تختفي فوائد فيتامين (د) إذا صاحب تناوله تناول فيتامين (أ) (الريتانول). فحتى الكمية القليلة التي تبلغ 3000 وحدة دولية من فيتامين (أ) (الأطفال المصابون بالتوحد يأخذون عادة 3500 وحدة دولية من فيتامين (أ) يومياً) تلغي استفادة الجسم من فيتامين (د). والنقطة المهمة الثالثة هي كون نتائج هذه الدراسة توضّح أسباب الاختلاف الواضح في دراسات أخرى أجريت فيما مضى فيما يتعلق بفيتامين (د) والإصابة بالسرطان، وهذا لأن تأثير فيتامين (أ) على امتصاص فيتامين (د) لم يؤخذ بالحسبان. ففي بعض البلدان يستخدم زيت كبد الحوت الذي يحتوي على فيتامين (أ) كمكمل لفيتامين (د)، وفي بلدان اخرى لا يشيع هذا الاستخدام مما يخلق اختلافاً في نتائج الدراسات في تلك البلدان. وهذه المعلومات عن أهمية فيتامين (د) للوقاية من الأمراض المستعصية، وضرورة أخذه من مصادر طبيعية موجودة على الموقع الأليكتروني لمجلس فيتامين (د) Vitamin D Council. كما يذكر الدكتور كانل Cannell في موقعه وفي مقال نشر في عدد فبراير من مجلة The Natural Advocate أن تناول المكملات الغذائية (الفيتامينات المصنعة) التي تحتوي على فيتامين (أ) ضار بالصحة لأنه يحرم الجسم من الاستفادة من منافع فيتامين (د) الضروري للصحة. كما يذكر مقال بقلم انثوني نورمان المختص بفيتامين (د)، والذي نشر في عدد أغسطس عام 2007 من المجلة الأمريكية للتغذية السريرية American Journal of Clinical Nutrition أهمية فيتامين (د) للوقاية من عدد كبير من الامراض والاعتلالات فهو: - ضروري لجهاز المناعة. - ضروري للبنكرياس لمساعدته على إفراز الإنسولين وتنظيم عمله. - ضروري لتنظيم عمل القلب وضغط الدم. - ضروري لقوة العضلات. - ضروري لنشاط المخ. والغرض من ذكر كل المصادر المذكورة أعلاه هو توضيح ليس فقط عدم جدوى تناول الفيتامينات المصنعة إنما أيضا مخاطر تناولها مجتمعة على امتصاص واستفادة الجسم منها للمقتنعين بفائدتها. لذا من المهم جداً السعي للحصول على فيتامين (د) من مصادر طبيعية تتمثل اولاً في التعرض لأشعة الشمس. ومن المهم أيضاً معرفة آلية تنظيم الجسم لفيتامين (أ) الذي مصدره طبيعي، ففيتامين (أ) يأتي من الكاروتينات، وهي الألوان الزاهية الحمراء والبرتقالية والصفراء الموجودة في الخضراوات والفواكه والتي يحولها الجسم في الأمعاء إلى ريتانول (فيتامين أ ) حسب احتياجه منه. ولكن عندما يتناول الإنسان الريتانول جاهزاً (فيتامين أ كمكمل غذائي) فإنه يتخطى كل التنظيمات التي أوجدها الخالق للتحكم بالكمية التي يحتاجها الجسم فعلياً منه. وأفضل وآمن سبيل للحصول على حاجة الجسم من فيتامينات (أ وَ د) وغيرها من الفيتامينات هي تناول خضراوات وفواكه طازجة متعددة الألوان (للحصول على فيتامين أ) والتعرض للشمس يوميا (للحصول على فيتامين د).