في ندوة قدمها مباشرة تلفزيون البحرين حول العلاقات السعودية البحرينية شارك فيها الاستاذ أحمد البحر عضو مجلس الشورى البحريني والاستاذ تركي بن عبدالله السديري رئيس التحرير وتداخل فيها عدد من المسؤولين الخليجيين أوضح الأستاذ تركي السديري بأن العلاقات بين البلدين هي علاقات مثالية إذا قيست بالعلاقات بين الدول العربية، وأضاف: مع الأسف بالرغم من التماثل الكبير بين المجتمعات العربية بدءاً من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.. ليس هناك مبررات خلافات جوهرية، وهناك تماثل في كثير من الأشياء ومع ذلك فشل العالم العربي طوال القرن الماضي وبدايات القرن الحاضر في الوصول إلى تمازج أو تفاهم أو تعاون أصيل أو حقيقي أو منتج بل هذا لم يحدث أبداً، بل بالعكس ربما كل ما اقتربت المسافات كلما تزايدت الخصومات. وأشار الأستاذ تركي إلى أن العلاقات السعودية - البحرينية هي علاقة مميزة ولم تفتعل ولم تقم نكاية بطرف آخر أو استعداء لطرف ثالث، وأنها علاقة قامت بتفاهم كبير بين حكومتين وبين مجتمعين متقاربين، وقال: هذا التفاهم وهذا التقارب أنتج كثيرا من المفاهيم الواعية في تعاون المؤسسات المالية والاقتصادية وتعاون المجتمع في تمازج وأعمال مشتركة.. مشيراً إلى أن هناك رأسماليات مملوكة للطرفين وهناك تزاور جماعي بحريني إلى المنطقة الشرقية في المملكة والعكس، مضيفاً إلى أن هذا التقارب الكبير ليس موجوداً في مجتمعات عربية أخرى، موضحاً بأن على الإعلام أن يوضح جميع الإيجابيات الموجودة حتى تكون مبررا لأن تحذو المجتمعات الأخرى حذوها.. كما أشار الأستاذ أحمد البحر عضو مجلس الشورى البحريني إلى أن الزيارة فرصة للتعبير عما يكنه الفرد أو المواطن البحريني تجاه الأشقاء في المملكة وتجاه هذه الزيارة التاريخية الكريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقال البحر: إن العلاقات بين المملكة ومملكة البحرين هي علاقات نموذجية وعلاقات مثالية فهي ليست علاقات اقتصادية أو علاقات عبدالرحمن العطية سياسية فقط، وإنما كما تقول القيادة في البلدين الشقيقين دائماً هي علاقات أخوية وعلاقات تاريخ وأسر، فالعلاقات أكثر من أن تكون علاقات بروتوكولية هي علاقات صادقة تجمع الشعبين قلباً وقالباً. إلى ذلك وصف الأستاذ تركي السديري مشاعر الابتهاج الشعبي في البحرين قائلا: إنها تشعر الشخص بأن مملكة البحرين أصبحت بيتا كبيرا مفتوحا بكثير من الحفاوة وكثير من مظاهر الفرح وكثير من التباري بتعبيرات الفرح تلمسه في البحرين على جميع المستويات حتى الاعلامية منها التي امتلأت بعبارات الترحيب. وتطرق الاستاذ أحمد البحر إلى دور جسر الملك فهد الذي يربط بين البحرين والمملكة مستشهداً ببيت شعر للدكتور غازي القصيبي الذي قاله عندما افتتح الجسر وهو «درب من العشق أم درب من الحجر» مؤكداً أن هذا البيت يعكس أو يفسر الشعور الموجود ليس فقط عند القيادتين وإنما عند الفرد العادي في المجتمع. إلى ذلك أوضح الأستاذ تركي السديري أن مملكة البحرين شهدت تحولات جوهرية أخرجت الدولة من واقع المدينة الصغيرة إلى واقع الدولة الحقيقية التي تستوعب الكثير من المشاريع والكثير من رجال الأعمال مؤكداً أن هذا التزامل بين المملكة والبحرين هو نموذج حبذا لو أن دولاً عربية سارت في نفس المسار. إلى ذلك أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية في مداخلة له حول دور خادم الحرمين الشريفين في الأمن القومي الخليجي بأن زيارة تركي السديري الملك عبدالله تمثل أسمى وأرقى ما يمكن وصفه في إطار العلاقات المتميزة والقائمة بين مجلس التعاون مجتمعة، مؤكداً بأن هذه الزيارة تحمل في ثناياها العديد من الأمور التي تتصل بدعم العلاقات بين دول الخليج مؤكداً بأن علاقة البحرين والسعودية ليست مجرد علاقات دبلوماسية ولكنها علاقات مبنية على أسس قوية من الاحترام المتبادل. مشيراً في الوقت نفسه إلى دور خادم الحرمين في العمل على استقرار المنطقة، مستشهداً بالزيارات الأخيرة للمسؤولين العراقيين والمبادرات التي أطلقها كمبادرة السلام العربية والحوار بين الحضارات. كما كان لوزير التربية والتعليم البحريني الأستاذ ماجد علي النعيمي مداخلة حول العلاقات السعودية البحرينية في المجالات التربوية والتعليمية، حيث أوضح الوزير النعيمي أن الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى البحرين تصب في الاتجاه الذي يتجسد في العلاقات المتميزة بين البلدين، مشيراً إلى أحمد البحر توجيهات عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتطوير هذه العلاقات الأمر الذي يعبر عن عمق هذه العلاقة مشيراً في نفس الوقت إلى العلاقات التي تجمع البلدين في مجال التربية والتعليم مستشهداً بالطلاب السعوديين الذين يدرسون في جميع المستويات في المؤسسات التعليمية البحرينية، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن المملكة تقوم بإرسال العديد من المعلمين إلى مملكة البحرين، واصفاً هؤلاء المعلمين بالمجتهدين الذين يقدمون الخدمة التعليمية انطلاقاً من العلاقة المتميزة بين البلدين.