كشف الفعل الذي قام به منسق المنتخب السعودي السابق إبراهيم القوبع والمتمثل بمحاولة نشر صور يعتقد القوبع أنها ستسهم في فرض عقوبة على لاعب الوسط الهلالي ميريل رادوي في مواجهة فريقه أمام السد عن أحد أهم خيوط قضية الإخفاقات المتتابعة التي ضلت تعاني منها الكرة السعودية في العقد الأخير تحديداً. وبعيداً عن عجز القوبع في تبرير موقفه الضعيف وزعمه العمل كمحلل تحكيمي وهو البعيد كل البعد عن ذلك، ناهيك عن محاولته الضحك على الذقون وتأكيده على أنه اعتاد إرسال الصور إلى إحدى الصحف وهو الذي طلب من أحدهم إرسال بريده الإلكتروني إليه لإرسال الصور تمهيداً لنشرها. القوبع والذي أسقط في يده بعد افتضاح أمر وانكشاف ما يضمره تجاه أحد أندية الوطن التي ترفع شعار السعودية وأكثرها أهلية للمنافسة على دوري أبطال آسيا 2010 علها تنجح في تخفيف الجراح الغائرة للكرة السعودية على الرغم من ادعائه أنه يقدم صورا احترافية وحصرية على الرغم من أن ما يقوم به من تصوير للقطات التلفزيونية لا يعدو كونه عملا تقدمه الغالبية العظمى من منتديات الأندية، قد لا يكون وحده الذي يحمل الفكر المتعصب المبني على نظرية المؤامرة والإقصاء للآخرين، فتصريح قائد المنتخب السعودي التاريخي صالح النعيمة ل "دنيا الرياضة" والذي عجز فيه عن وصف الفعل المشين لمنسق المنتخب السعودي قد يكون بمثابة تعليق لجرس الإنذار نحو كوارث قد تحدث خلف الستار في بعض اللجان العاملة في اتحاد كرة القدم بسبب الميول لأندية معينة واتخاذ مواقف معادية ضد أندية أخرى فضلاً عن التبعية لأشخاص ينتمون لبعض الأندية، وقد تصل التبعية لأشخاص قياديين في بعض الأندية. ما قام به القوبع يجب أن يكون دافعاً لتحريك الجمود في الاتحادات كافة، واتحاد كرة القدم على وجه التحديد، إذ إن تصرفاً يقوم به منسق للمنتخب الوطني ضد أحد أندية الوطن ودون أن يجد رادعاً قوياً، سيكون بمثابة منح الآخرين الحرية المطلقة بالعبث في الأندية ومصالحها، من أشخاص لا يقدرون ثقة الرجال، وليسوا على قدر المسئولية الملقاة على عواتقهم. ولأن البحث عن المصالح العليا لأي منظمة كانت، سواء حكومية أو خاصة يتطلب التضحية والقضاء على أي عائق من عوائق سير المنظمة نحو تحقيق رسالتها وأهدافها الإستراتيجية، جاء قرار شركة F6 التي تعود ملكيتها للأمير فيصل بن فهد بن عبدالله بإبعاد القوبع عن العمل داخل الشركة نظير ممارساته، وهو القرار الذي يدل على حرص الشركة على حماية مصالحها، وعدم الاستعداد للخوض في أي أمر قد يمس الشركة ومصالحها المشتركة مع أي طرف آخر. إن الحديث الذي نقلته "دنيا الرياضة" للقائد الشهير، قد يعبر عن تجربة شخصية للنعيمة أو على الأقل عن أنباء يتداولها المهتمون بالشأن الكروي، خصوصاً في ظل اتخاذ بعض لجان اتحاد كرة القدم (الحساسة) قرارات غريبة ومتفاوتة، وبعيدة عن اللوائح، بل وعن المنطق أيضاً في قضايا مختلفة ومتعددة، ساهمت في تأجيج الشارع الرياضي وارتفاع وتيرة الاحتجاج والتذمر الذي يبديه عدد من مسئولي الأندية في المواسم الأخيرة تحديداً، فهل يكون حديث النعيمة بداية لحراك وغربلة إدارية على أعلى المستويات لاجتثاث الفكر القديم والمتعصب الذي أعاد الكرة السعودية عقوداً عدة إلى الوراء، على غرار ما أقدمت عليه F6 التي بحثت عن مصلحتها في سبيل الرقي بخدماتها داخل الوسط الرياضي، خصوصاً وأن اتحاد كرة القدم يعد أهم المنظمات الرياضية تحت لواء الرئاسة العامة لرعاية الشباب.