تجمع آلاف الأشخاص في أكبر ميادين العاصمة البولندية وارسو أمس السبت لحضور المراسم الرسمية لتأبين 96 من ضحايا تحطم الطائرة التي أودت بحياة الرئيس البولندي وسياسيين ومعظم القادة العسكريين. ولوح الحشد بالأعلام البولندية وأعلام تحمل شعار نقابة "تضامن" العمالية، التي انضم إليها الرئيس ليخ كاتشنسكي إبان فترة الحكم الشيوعي في بولندا. وانطلقت صافرات الإنذار في أنحاء المدينة بعد ظهر أمس تلتها دقيقة صمت قبل قراءة أسماء الضحايا بصوت عال وعزف النشيد الوطني. وقال القائم بأعمال الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي: "انفطرت قلوب العالم لنا للمرة الثانية، في نفس المنطقة في العالم". وأضاف أن المأساة كانت لحظة نادرة في التاريخ وحدت البولنديين. وقال رئيس الوزراء دونالد توسك: "لا يتذكر أي منا لحظة شهدت مقتل عدد كبير من الأشخاص البارزين في لحظة مروعة.. شعورنا العميق بالوحدة والذي ولد في لحظة حداد يجب أن يدوم لأنه في ذلك الوقت سيكون للوفاة معنى كبير وعميق". ومن ناحية أخرى، ينقل نعش الرئيس كاتشنسكي وزوجته ماريا من القصر الرئاسي، حيث يرقد فيه جثمانا الرئيس وزوجته ليلقي عليهما الشعب نظرة وداع منذ يوم الثلاثاء الماضي، إلى كاتدرائية وارسو ليقام هناك قداس في المساء. وينقل النعشان بعد ذلك إلى مدينة كراكوف بجنوب بولندا لإقامة جنازة رسمية اليوم الأحد. ويدفن الرئيس وزوجته في كاتدرائية فافيل، في تابوتين حجريين مصنوعين من المرمر بالقرب جوزيف بيلسودسكي، الذي حقق الإستقلال والوحدة لبولندا في عام 1918 بعد ما يربو على قرن من الزمان من التشرذم. ويتوقع مشاركة الرئيسان الروسي دميتري ميدفيديف والأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في تشييع جنازة الرئيس البولندي.