تحت رعاية حرم سموّ أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حفل افتتاح مهرجان قطر البحري وبحضور سعادة الشيخة هنادي بنت ناصر آل ثاني رئيس مجلس إدارة مهرجان قطر البحري وعدد من أصحاب السعادة الوزراء والشيوخ والسفراء، وقد بدأ حفل افتتاح مهرجان قطر البحري أغنية تراثية ترحيبية بحضور صاحبة السمو الشيخة موزة ثم كلمة ترحيبية من السيد عبد العزيز آل إسحاق رئيس اللجنة الإعلامية لمهرجان قطر البحري بكلمات معبرة عن الغوص قديماً وأهميته للإنسان القطري، ثم بدأ الحفل بكلمة سعادة الشيخة هنادي آل ثاني رئيس مجلس إدارة مهرجان قطر البحري التي رحبت بالحضور وأكدت دعم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر، في ضرورة الاهتمام بالثقافة البحرية في قطر بكل تراثها وفنونها وتقاليدها لكي تكون جزءاً من الذاكرة الثقافية. واختتمت كلمتها وقالت: إذ تنطلق هذا المساء فعاليات مهرجان قطر البحري السنوي يحدونا الأمل والتفاؤل أن تنال هذه الفعاليات إعجابكم ورضاكم. (اللؤلؤة.. بين الدشة والقفال) هل شعرت يوماً أنك جزءٌ من حدث لم تره، لكنه مخزون بذاكرتك منذ زمن بعيد وجاء من ينبشه لك بغنوة أو لحن فجعلك في صميمه تشعر لألمه وتفرح لسعادته وتنتشي بأهازيجه حتى أنك تترنم بها معه. هل شعرت يوماً أنك تريد البكاء في قمة احساسك بالفرح، إنْ حدث معك أياً من ذلك فتأكد حينها أنك كنت تحضر عرض أوبريت (اللؤلؤة.. بين الدشة والقفال)، بالفعل هي الحقيقة والشعور الممزوج بقيمة الجهد المبذول، إنه بالفعل كلمة العرفان التي لا تُنطق بل يكفي رسم ابتسامة رضا إيجاب، رأسٌ مرفوعة بماض مجيد لا نحيد عنه مهما كلفنا الزمن من مشقة أو منحتنا الأرض من عطاءات، ماضي مستقبلنا ومستقبل ماضينا الذي نفتخر إنه جذورنا التي نبتنا منها بل إننا لم ولن ننسى العرق برائحته المعطرة بملح البحر ولن نقول هانحن اليوم وإنما هانحن أمس وهانحن اليوم وهانحن غدا، هي كانت المنعطفات والتداخلات في ذلك الاوبريت، كان يحدثنا عن عظمة ماضينا إنها مكانت البداية للمستقبل الذي تحدث عنه البحر لجيل متكامل ورسمه( الجد والأب والابن والحفيد معا). الاوبريت شكل ملحمة على شاطيء البحر وكون المسرح المفتوح دون ستار لتتلامس الاحاسيس سوياً بأهازيج وأغاني شعبية تراثية تحكي لنا قصة رحلة الصيد والغوص وهدير الأمواج المتلاطمة ومن (الركبة) ل(دش البحر) وما بين (غيص) و(سيب) تبدأ الحكاية مع نجوم قطر (صلاح الملا، ناصر عبدالرضا، على سلطان، أحمد عفيف، فرج سعد، جاسم السعدي، محمد حسن، إيمان ذياب، ريم عبدالرحمن، فريال، عيسى الكبيسي، فهد الكبيسي، وسعد حمد، جاسم المنصوري، سعود جاسم، ريانة النور، أسماء الدرويش) ليشكلوا معاً لوحة فنية ولا أروع لحالة الدشة والقفال في رحلة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وما بين مودع وراحل تُضاء الأنوار على أولى مفاجآت الأوبريت الذي ألفه وأخرجه الأستاذ عبدالرحمن المناعي ولحّنه الأستاذ فيصل التميمي حيث لا فضاء مسرحي ولا اكسسوارات مكملة للنص المسرحي وإنما واقع معاش من خلال شاطئ البحر والديكو كان عبارة عن قرية قطرية قديمة وبتواجد أشخاص يعدون قوارب الإبحار وأطفال يلعبون ونساء غاديات يصدح صوت (فهد الكبيسي) مغنياً وممثلاً وراوياً في العمل: بحكي لكم عن زمان الموج زمان الخوف ومحار الخطر كان صبري وصار عمري اللي افترش هذا الثرى مجد أبوي وهامته وشوق أمي وصبرها اللي انتظر جاب مجد اليوم وعلى هذي الشواطئ انثره ومن ثم يظهر الفنان (حمد عبد الرضا) والد الطفلة (هيا) التي يضيع منها أثناء لعبها مع الأطفال أقراط "حلق" (ترجية) من اللؤلؤ الأسود تعتز به كثيراً فهو لوالدتها، وتطلب من كل صديقاتها ومن أولاد القرية مساعدتها في البحث عن أقراط والدتها وهنا يُظهر العمل كيف كانت روح الألفة والتعاون بين أهالي القرية قديماً حيث خرجت جميع النساء بالقرية للبحث عن الأقراط ونبشن رمل القرية بالكامل ولكن للأسف لم يعثر أحد على أقراط (تراجي) (هيا)، ومن ثم يسافر رجال القرية في رحلة البحث عن اللؤلؤ بين صراخ ونحيب الزوجات والأطفال ولا تجد نسوة القرية سوى الغناء الحزين ليصبّرن أنفسهن حتى عودة الرجال من البحر، ولكن حالة "هيا" تسوء يوماً بعد يوم وترفض مغادرة المنزل حتى يعود إليها قرط والدتها المصنوع من اللؤلؤ الأسود ويجتمع حكماء القرية لينظروا حلا لحكاية "هيا" ويقترحوا أن يشيعوا بين البحارة في عرض البحر أن من يأتي بدانة سوداء "لؤلؤة" ستكون هي مهر "هيا" الفتاة الجميلة وينقل هذا الخبر "الطواش" وهو الفنان (صلاح الملا) حيث يقوم بدور التاجر الذي يبحر إلى عرض البحر ليشتري اللؤلؤ من النواخذة بأماكن صيدها مباشرة، وينجح فى نقل نبأ الفتاة (هيا) وينشغل الشاب "عناد" بها ويطلب من النواخذة أن يقوده إلى منطقة المحار الأسود والمعروف أن بها سمكة كبيرة متوحشة تأكل كل من يقترب إلى هذه المنطقة، إلا أن الشاب (عناد) ينجح في الغوص بمساعدة صديقه ال (سيب) وهو الفنان (فرج سعد) في قتل الوحش البحري وينجح أيضاً في العثور على الكثير من اللآلئ السوداء ليعود بها إلى قريته بعد (القفال) وهكذا تشفى "هيا" من حالة الحزن التى ألمّت بها ولكن والدها تردد في تزويجها لمن أتى بمهرها لأنه كان من البدو، ورد الشاب "عناد" على رفض الوالد قائلا إنه خاطر بحياته من أجل إزالة الهم والغم عن ابنته ومن أجل أرض وتراب قطر وأنه يحب ابنة عمه وسيتزوجها، ليضرب مثلا في العطاء والمودة بين أهالي البلدة الواحدة ونبذ أي تعصب أو قبلية وليختتم العمل بمشهد أكثر من رائع في النهاية حيث إن جميع الممثلين يحييون حضرة صاحب السمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ويتغنون لقطر في لقطة جماعية مثيرة ورائعة. من اوبريت ( اللؤلؤة .. بين الدشة والقفال) الشيخة هنادي بنت ناصر آل ثاني بطل الاوبريت الممثل صلاح الملا والمطرب فهد الكبيسي