عرضت الهيئة العامة للسياحة والآثار مشروعا استثماريا لتطوير سوق هجر في الاحساء ليصبح مشروعاً يمثل نواة اقتصادية متنوعة ويسهم في خلق فرص عمل في قطاع واعد كالقطاع السياحي والذي من المتوقع أن يستقطب السياح من كافة مناطق المملكة والخليج نظراً لموقع الاحساء الإستراتيجي . جاء العرض الذي يعد الأول لفريق التطوير خلال اجتماع خصص لهذا الغرض وجمع مدير جامعة الملك فيصل رئيس اللجنة التنفيذية في مجلس التنمية السياحية بالاحساء الدكتور يوسف الجندان بمدير الإدارة العامة لتطوير المواقع السياحية بالهيئة العامة للسياحة والآثار المهندس أسامة الخلاوي، وحضور أعضاء اللجنة المهندس فهد الجبير أمين الاحساء والمدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار بالاحساء وأمين اللجنة علي الحاجي والأعضاء المهندس عبدالعزيز العامر ومحمد السعدون، وحضور أحمد الدايل مستشار تطوير المواقع في الهيئة العامة للسياحة والآثار، والمهندس غازي بقعاوي أخصائي تطوير المواقع السياحية بالهيئة واستضافته جامعة الملك فيصل . وأكد المهندس أسامة في مستهل عرضه أن لدى الهيئة خطة عمل لتطوير هذا الموقع معتمدة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتنتظر فقط موافقة سمو محافظ الأحساء رئيس مجلس التنمية السياحية بالمحافظة سمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود. وأشار إلى أن مشروع سوق هجر الاستثماري يمتلك العديد من المقومات السياحية التي يتميز بها الموقع، ومن ذلك مجاورته لمسجد جواثا (ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة جمعة بعد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم)، كما أن الغنى التاريخي والثقافي للموقع والأهمية الاقتصادية للأحساء كلها مؤثرات تدفع باتجاه نجاح المشروع. واستطرد مبيناً الأهداف لتطوير المشروع ومنها إنعاش صناعة السياحة وتنويع الاقتصاد المعتمد على البترول في الأحساء، إنعاش الاقتصاد في المنطقة ، تحفيز الفرص الاستثمارية متوسطة وصغيرة الحجم بشكل خاص ،إيجاد فرص وظيفية متنوعة تخدم صناعة السياحة ، ولفت إلى أن رؤية التطوير تتمركز حول تطوير وجهة سياحية تبرز التراث التاريخي، وتحاكي الحقبات الثلاث المختلفة التي عاشها السوق، ودمجها مع التراث المحلي لمحافظة الإحساء، ليشكل منتج تراث ثقافي يحاكي البعد التاريخي لمحافظة الإحساء ويتكامل مع مشروع العقير . وشدد المهندس على أن الهيئة ستقوم خلال الشهرين المقبلين بمسح جيوفيزيائي للموقع لتحديد الأرض القابلة للتطوير من عدمه ، مستدركاً أن المجسات السابقة للموقع أوضحت وجود قنوات مائية فقط . بدوره بين المهندس أحمد الدايل أن مشروع تطوير سوق هجر سيشمل أنشطة سياحية متنوعة مثل الرياضة والمغامرات ، الثقافة والتراث ، سياحة التسوق ،السياحة الزراعية ،الإيواء السياحي ، ولم يخف المهندس أحمد إعجابه بما تمتلكه الاحساء من ميزات نسبية كواحة النخيل الأكبر على مستوى العالم ، وعيون الماء ، والحرف اليدوية العديدة التي تزخر بها. وقدم الدايل بعض الأفكار الأولية المقترحة للسوق (والتي ستكون بالطبع خاضعة لكثير من التطوير) ومنها أن يضم السوق عدة واحات ( أو أقسام ) كواحة للتمور ، والحرفيين ، الحرير ، التراث ، البخور والعود ، مشيراً إلى أن موقع السوق تملكه الهيئة العامة للسياحة والآثار ومساحته إجمالية تبلغ 8 آلاف متر مربع . وثمن الدكتور يوسف الجندان للهيئة العامة للسياحة ولسمو رئيسها تبنيها لمثل هذا المشروع الاستثماري مبدياً تفاؤله الكبير لنجاحه ، مؤكداً على ضرورة أن يحمل السوق هوية الاحساء بما تملكه من إرث تاريخي وثقافي واقتصادي ضخم .