كشف تقرير اقتصادي حديث أن قطاع أجهزة التكييف والأجهزة الكهربائية المنزلية في السعودية مرشح للنمو خلال السنوات الثلاث القادمة بنسب تتراوح بين 30-50%، مدعوماً بحالة الانتعاش الاقتصادي المتوقع في المملكة على ضوء التعافي من تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، وتنامي معدلات النمو الديمغرافي والطفرة العمرانية التي تشهدها السوق المحلية. وقدّر التقرير الاقتصادي الصادر عن "مجموعة شاكر" بالتعاون مع عدد من كبرى المؤسسات البحثية النمو المتوقع لسوق المكيفات التقليدية في المملكة خلال السنوات الخمس القادمة بنسبة 50% ليصل بحلول عام 2014 إلى 4.5 مليارات ريال سعودي، بعد أن كان قد حقق معدل نمو خلال الثلاث سنوات السابقة بنسبة 50% حيث يبلغ حجمه الحالي نحو 2.7 مليار ريال، وتعتبر السوق السعودية ثالث أكبر سوق في العالم للمكيفات التقليدية بعد أسواق الولاياتالمتحدةالأمريكية والهند، في الوقت الذي من المتوقع أن يحقق سوق التكييف المركزي "أنظمة شيلر" فيه نمواً مضطرداً مواكباً للتوسع في مشاريع البنى التحتية في المملكة ليصل بحلول عام 2014 إلى 1.5 مليار ريال سعودي، وكذلك الحال بالنسبة لسوق الأجهزة المنزلية الذي بدأ يستعيد حيويته على ضوء التوسع في المشاريع السكنية وسط توقعات بتحقيق معدلات نمو تفوق نسبة 30% ليصل خلال السنوات الخمس القادمة إلى 4 مليارات ريال. وأكد التقرير أن السوق السعودية تعد واحدةً من أفضل الأسواق الواعدة لمنتجات أجهزة التكييف والأجهزة المنزلية، نتيجة طبيعة المناخ الحار، وارتفاع معدل القدرة الشرائية لدى الأفراد، فضلاً عن تسارع معدل النمو السكاني بنسبة تقدّر بنحو 2.6%، وطبيعة الأنماط الحياتية لأفراد المجتمع المنحازة للخصوصية والاستقلالية، إلى جانب النمو المتسارع في حجم مشاريع البنية التحتية والنهضة العمرانية العملاقة الناتجة عن النمو الاقتصادي في المملكة وارتفاع الإنفاق الحكومي، وما صاحبه من توسع لافت في تدشين مدن جديدة، ومنشآت صناعية، ومجمعات سكنية في مختلف أنحاء المملكة، والتي تعتبر بمجملها محفزات تدفع بقطاع الأجهزة المنزلية والتكييف لتحقيق قفزات نوعية خلال الفترة المقبلة، وتعزيز معدلات الطلب على مختلف تلك الأجهزة من قبل الأفراد والمؤسسات على السواء خاصة مع احتمال إقرار قانون الرهن العقاري خلال المستقبل القريب، والذي من شأنه دفع معدلات اقتناء الوحدات السكنية من قبل الأفراد إلى مستويات متقدمة وبالتالي إلى رفع معدل الطلب على تجهيزات التكييف والأجهزة المنزلية إلى مستويات قياسية. وأشار التقرير إلى مجموعة العوامل التي تقف وراء اختيار العملاء لنوعية الأجهزة المنزلية ومنتجات التكييف، والتي تعد عملية مركبة تقوم بشكل أساس على سمعة العلامة التجارية وجودة المنتج وملاءمة سعره، لافتاً إلى عامل حيوي يدعم اختيار المستهلك النهائي للسلعة ويتمثل في قدرة الوكيل أو المصنّع على توفير المنتج وتوسيع دائرة انتشاره عبر مختلف قنوات التوزيع لتسهيل وصول المستهلك إليه، وتدعيم عملية البيع بخدمات مميزة ما بعد البيع، من خلال شبكة واسعة من مراكز الصيانة والخدمة، والتي تعد مؤشراً هاماً على نجاح الوكيل في اكتساب ثقة المستهلك والحفاظ على ولائه. وألقت مجموعة شاكر في تقريرها الضوء على التجربة التصنيعية للمملكة في مجال أجهزة التكييف والتي تعد مجموعة شاكر إحدى روادها من خلال مصنع "إل جي شاكر"، معتبرةً أن المملكة قطعت شوطاً طويلاً في هذا الجانب وتتمتع بتجربة متراكمة تعود لأكثر من ثلاثة عقود، نجح المصنعون خلالها بالارتقاء بمستويات الإنتاج إلى مقاييس عالمية، سواء من حيث جودة المنتجات أو الأسعار التنافسية التي أكسبت المنتج السعودي سمعة رصينة، وثقة مميزة، وجعلته خياراً أولياً من قبل المستهلكين، لا سيما في مجال صناعة المكيفات التقليدية "الشباك" بل ودفعت بالشركات المصنّعة إلى تعزيز شراكتها مع الجهات السعودية وتطوير نطاق تعاونها معها عبر آفاق تصنيعية جديدة، أكسبت الصناعة الوطنية السعودية مزيداً من السمعة والمكانة المميزة على الصعيدين المحلي والإقليمي، وأسهمت إلى حد كبير في تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق المحلية من أجهزة التكييف والتي يقدر حاجة المملكة منها سنوياً على اختلافها بنحو 1.2 مليون جهاز، باستثناء أجهزة التكييف المركزية والمخصصة للمنشآت الصناعية والمشاريع العقارية الكبرى والمباني متعددة الاستخدام. وحول أبرز التحديات التي تواجه قطاع التكييف والأجهزة المنزلية في المملكة أشار التقرير إلى أن الطبيعة المناخية الحارة في المملكة جعلت من أجهزة التكييف حاجة حتمية للأفراد لا يمكن الاستغناء عنها، الأمر الذي حافظ على معدل الطلب على تلك الأجهزة، وعدم التأثر بالظروف الاقتصادية وتبعات الأزمة الاقتصادية العالمية كما هو الحال مع قطاع الأجهزة المنزلية الذي يتأثر بمفاعيل الدورة الاقتصادية بصورة أكبر، معتبراً أن التحدي الفعلي بالنسبة يتمثل فعلياً في كيفية توفير أجهزة ذات كفاءة في استهلاك الطاقة، وتتمتع بأحدث المعايير التقنية وفق أسعار منافسة وجودة أداء عالية. يشار إلى أن مجموعة شاكر والتي تعود جذورها إلى عام 1950م تعد من أعرق الشركات المتخصصة في مجال تصنيع وبيع أجهزة التكييف والأجهزة المنزلية في المملكة، حيث تتمتع الشركة بحقوق توزيع حصرية وغير حصرية لسلسلة من أبرز العلامات التجارية العالمية الرائدة، فضلاً عن النشاط التصنيعي اللافت للشركة في مجال أجهزة التكييف، والذي بدأته في عام 2008 بشراكة مع شركة "إل جي" الكورية الجنوبية، عبر تشييد مصنع لإنتاج أجهزة التكييف بطاقة إنتاجية أولية تقدّر بنحو 250 ألف وحدة مكيف هواء سنوياً، وتصل إلى 500 ألف وحدة، في سبيل تغذية احتياجات السوق المحلية والأسواق الإقليمية المجاورة، وتمكنت الشركة خلال مسيرتها من النمو بأعمالها من خلال شبكة توزيع واسعة النطاق، وحازت على حزمة من شهادات التقدير والتقييم الرفيعة، كان آخرها حصولها على شهادة الجودة من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة لمنتجاتها من أجهزة التكييف.