بشاشة وطلاقة الوجه وحسن وحفاوة وحرارة الترحيب بالضيف والكلمات الترحيبية العذبة التي يطلقها المستضيف ترحيبا وتكريما واعلائا من شأن الضيف كل هذه الصفات العربية الأصيلة تجعل الضيف يرتاح ويأنس للمضيف حتى وان لم يكن لديه من القرى أي شيء : بشاشة الوجه خير من القرى فكيف إذا جاء القرى وهو ضاحك وفي المثل الشعبي الدارج لدى الكثير من الشعوب العربية ( قابلني ولا تغديني ) : أي استقبلني بوجه بشوش طلق المحيا جميل العبارات الترحيبية ولا تقدم لي الطعام والشراب بوجه عبوس وصدر يضيق بي ذرعا. وهذا ما حصل مع فراج بن هيا القحطاني الذي اعتاد أن يجيد الإكرام حين يأتي إكرام قومه أو غيرهم من الضيوف الآخرين . وقد جاء ذات يوم إلى بيت احدهم حيث القهوة ومرتاد الرجال وقد سها اوغفل صاحب البيت أن يقوم له أو ربما كانت الثقة قد حملته على أن لا يقوم لابن هيا فسلم ورد عليه السلام وهو حول أواني القهوة يعملها ويصلحها، ولما رآه لم يهتم للترحيب به بل اكتفى بقوله تعال اجلس هنا.. قال فراج : أكرم كرمت الله يوسع لك الرز والله لكساب المراجل عويني أجها إلى وافقت لي على عز ولا لحا بها واللي بها مايبيني إن كان راعي البيت طرب لنا فز والا فلا نيب اطرد المستحيني الكنز ماهو بالذهب يوم يكنز الكنز والله رفقة الطيبيني ثم عاد فراج أدراجه ولم يجلس في بيت صاحبه لأنه لم يقدر العادات الأصيلة التي درج عليها العرب .