قال رئيس قسم الفلك بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور حسن بن محمد باصرة ان الاختلاف الواقع في التقاويم يرجع إلى تزحزح الفلك الدائم وأن هذا التغير يرجع إلى وجود تأثير واقع على محور دوران الأرض بسبب تفلطح شكلها، حيث إن جاذبية كل من الشمس والقمر لا تؤثر على جميع النقاط على سطح الأرض بالتساوي مما يجعل محورها يدور في حركة دوامية على دائرة نصف قطرها 23.5 درجة، وهي الدرجة التي يقع النجم القطبي "عليها". ويكمل محور دوران الأرض هذه الدورة في قرابة 25800 سنة شمسية، أي درجة واحدة كل سنة شمسية. وأوضح في تصريحات ل "الرياض" أن نقطة الاعتدال الربيعي تصادف في وقتنا الحاضر أول يوم وأول درجة من برج الحوت وليس برج الحمل كما أنها لا توافق 21 من مارس، كما هو معروف في التقويم الميلادي الحالي، مؤكداً أنها تظل في البرج نحو 2100 سنة شمسية حيث تمثل الآن ببرج الحوت ومنذ عدة قرون وستنتقل خلال القرون الستة القادمة من برج الحوت إلى برج الدلو لتبلغه في نحو سنة 2597م. وأضاف :"أي تأثير في اتجاه محور دوران الأرض سينعكس على موقع دائرة الاستواء السماوية ويجعل تقاطعها مع البروج يتزحزح تحت هذا التأثير من برج إلى آخر بنفس هذا المعدل، وهو ما يطلق عليه تزحزح الأبراج (Precession). وبافتراض أن البرج ثلاثين درجة فإن نقطة الاعتدال تظل في البرج نحو 2100 سنة شمسية. وقال إن علماءنا الأوائل لاحظوا هذه الحركة وأطلقوا عليها تزحلق الفلك وقدروا معدل هذا التزحزح بنحو درجة واحدة (تقريبا يوم واحد) كل اثنتين وسبعين سنة هجرية وهي المدة الموافقة لسبعين سنة شمسية، مبيناً أن هذه الحركة تتسبب في الاختلاف الواقع في دخول الأبراج والمنازل مع التسلسل اليومي في التقويم الميلادي، وهو نفس السبب الذي يُلاحظ اليوم من اختلاف ما بين ما يُشاهد ويُرصد وبين ما سجله لنا الأوائل.